في شقتها..روت هزان لبتول ما حصل و وجهها محتنق من غضبها و جسمها يرتعد
بشدة..حاولت بتول تهدأتها لكنها لم تنجح في ذلك..كانت تصيح"
حقير..متعجرف..مغرور..يظن أنه يستطيع أن يفعل ما يحلو له..من قال له أنني
أشبه الفتيات اللواتي يعرفهن..أن يكون ممثلا مشهورا فهذا لا يعني أن يتجاوز
حدوده و يتصرف بوقاحة..لا أكاد أصدق ما حصل..أنا السبب..ليتني لم أذهب إلى
هناك..فضولي هو السبب..و انظري ماذا كانت عاقبة هذا
الفضول..أوف..انظري..مازال جسدي يرتعد ..عليه اللعنة..ذلك الحقير" وقفت بتول
و ربتت على كتفها و هي تقول" انسي ما حصل يا هزان..منذ الغد ستعودين إلى
عملك و لن تري وجهه مرة أخرى..ثم أنت لم تقصري ..و رددتي له الصاع
صاعين..أحسنت..سلمت يداك" عانقتها هزان و قالت" شكرا بتول..من
الجيد أنك معي" ..في قصره..نادى ياغيز بأعلى صوته" بكير..أين أنت؟" جرى
نحوه رجل أربعيني..هو مدير أعماله..بكير غوندوغان...( كنان اميرزالي اوغلو) و
قال" نعم سيد ياغيز " التفت إليه ياغيز و قال" لا أريد لأحد أن يتحدث عما حدث
اليوم في موقع التصوير..ممنوع أن يصل الخبر إلى الصحافة بأي شكل من
الأشكال..تصرف" هز بكير رأسه و قال" أمرك سيد ياغيز ..لا تقلق" جمع ياغيز
قبضة يده بغضب و حقد شديدين و تكلم من بين أسنانه" و تلك النكرة..هزان
شامكران..أريدك أن تجمع لي معلومات عنها..كل ما يخصها و ما يتعلق بها..أين
تقيم..أين تعمل..أهلها..أصدقاءها..كل شيء..هل فهمت؟" بدا القلق جليا على
ملامح بكير و تمتم" نعم..فهمت..لكن" قاطعه ياغيز" لكن ماذا؟ قل" اقترب
منه بكير و قال" سيد ياغيز ..لا تقحم نفسك في مشاكل أنت في غنى عنها ..لا تضع
إسمك و سمعتك في الميزان من أجل حادثة ستنساها عاجلا أم آجلا" ربت ياغيز
على كتفه و قال" بكير..أعلم أنك تخاف علي و تريد مصلحتي..أنت لست مجرد
مدير أعمال بالنسبة لي..أنت صديقي الوحيد..لكنني لن أنسى ما حدث..و لن أهدأ
قبل أن تجعلها تدفع الثمن..و لا تحاول منعي..لأنك لن تنجح في ذلك" تنهد بكير
بعمق و قال" تمام..لن أتدخل..و سأحضر لك المعلومات التي طلبتها..عن إذنك"
خرج بكير و سكب ياغيز لنفسه كأسا من الويسكي و أخذ سيجارا من علبته
المذهبة الفاخرة..أشعله و سحب منه نفسا عميقا..ثم قال و هو ينظر إلى وجهه
في المرآة المقابلة له" إستعدي هزان..لن أرحمك أبدا..كوني واثقة من ذلك" و نفخ
..دخانا كثيفا و هو يبتسم بخبث..
أنت تقرأ
خطايا لا تُغتفر
Romanceكلنا بشر..و كلنا نخطئ..و نقترف أخطاء بحق أنفسنا ..أو بحق غيرنا..لكن الخطايا تختلف..فهناك أخطاء صغيرة و بسيطة..يسهل التغاظي عنها..و غفرانها..و هناك خطايا كبيرة..و مؤلمة..خطايا لا تغتفر..و لا تنسى بسهولة..و المسامحة و الغفران من شيم كبار النفوس و الكر...