36

2.4K 71 3
                                    

أوقع ياغيز من يده العلبة التي تحتوي على فستان الزفاف أرضا و أسرع إلى أخذ
الرسالة و فتحها..قرأ فيها" ياغيز..قد تستغرب رحيلي في الوقت الذي تجهز فيه
لزفافنا..زفاف كنت سأرفضك فيه انتقاما منك..نعم..هذا ما كنت أنوي فعله بك..لا
أظن أنك قد تستغرب ذلك بعد كل ما فعلته معي..كنت أنوي أن انتقم منك بتلك
الطريقة البشعة..لكنني لم أستطع..لا أريد أن أشبهك و أن أصبح نسخة عنك..لا
أريد أن أصبح قاسية و متسلطة و لا أراعي مشاعر الناس..أريد أن أكون
أنا..هزان..الإنسانة البسيطة التي تريد أن تحيا حياة طبيعية و هادئة..لم أكن أريد أن
أكذب عليك و أن أخدعك أكثر من ذلك..لم يكن في نيتي أن أتزوجك أبدا..لأنني لا
أحبك..قد تكون صادقا في مشاعرك تجاهي..و قد تكون وقعت في حبي
حقا..لكنني لا أستطيع أن أنسى ما فعلته بي..كنت قد بدأت أنتقم منك فعلا..أنا من
كانت وراء الخبر المتداول عن أمك و عائلتك..أنا من فعلت ذلك..قد تلومني و قد
تكرهني لأنني فعلت ذلك بك..لكنك إذا تذكرت أفعالك ..فستعطيني الحق في ما
فعلته..أعتذر عن ذلك..و أعتذر عن الإحراج الذي سأسببه لك أمام الصحفيين..لقد
رحلت و لن أعود أبدا..لا تبحث عني و انساني..هذا أفضل لي و لك..لو بقيت لكنت
نفذت انتقامي و آذيتك أكثر..لكنني قررت أن أذهب بعيدا عنك و أن أنقذك مني
..سامحني على فعلتي الحمقاء تلك و التي لا تشبهني أبدا..أتمنى أن تبقى ياغيز
البريء الطيب المتواضع الذي جعلتني أتعرف عليه و ألا تعود إلى ارتداء قناع
الغرور و العجرفة و القسوة ..و أن تعامل كل المحيطين بك كما عاملتني في
اليومين الماضيين..دمت سالما..هزان" امتلأت عيون ياغيز البلورية
بدموع غزيرة أحرقت مآقيه و انهار واقعا على الأرض و هو يبكي بحرقة..تراءت
أمام عينيه صورة أمه و هي تتركه و ترحل دون أن تلتفت وراءها..و هاهو التاريخ
يعيد نفسه..و هاهو يُترك مرة ثانية..وضع ياغيز رأسه بين يديه و هو يشعر بالإختناق
و الضيق..كان قلبه يتمزق إلى قطع صغيرة من الصعب جمعها من جديد..لقد أحبها
حقا..و أراد من كل قلبه أن يتزوج بها و أن يسعى لإصلاح علاقتها مع أهلها..لكنها
ذهبت..تركته و رحلت..و الأدهى و الأمر أنها كانت تريد أن تنتقم منه و أن ترفضه
أمام الجميع..مرر ياغيز يده على صدره ثم على ذقنه الذي بللته الدموع..وقف و
..حمل العلبة و الفستان و الرسالة و ركب سيارته و عاد بها إلى القصر..

خطايا لا تُغتفرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن