جلس ياغيز و هزان على مقعد في طرف الساحة..يشاهدان الإحتفال الشعبي
الممتع..اقترب منهما والدها أمين و قال" ياغيز..ابني..ضع هذه القطعة الذهبية في
يد زوجتك و ارفع الطرحة عن وجهها" ..أخذ ياغيز القطعة الذهبية من يده..وضعها
في يد هزان و رفع الطرحة عن وجهها و قبل جبينها..فارتفع صوت الطلقات النارية
في الهواء و تعالت الزغاريد و الموسيقى..قام الرجال برفع ياغيز على الأعناق ثم
أنزلوه لكي يرقص معهم..لم يكن يعرف كيف يرقص الدبكة فحاول تقليد حركاتهم
و هو يبتسم..و رافقت هزان النساء و هي تتمايل مثلهم و ترقص تحت نظرات
ياغيز العاشقة..ثم جلس الجميع حول الموائد يأكلون مالذ و طاب..تناول ياغيز و
هزان عشاءهم و دعاهم أبوها إلى غرفة المكتب..لحقا به و دخلا ثم أغلقا الباب
وراءهما..جلس أمين و أشار لهما بالجلوس أمامه و هو يقول" اسمعا..لقد ظلمتكما
كثيرا و خاصة ابنتي هزان..غضبي و خيبة أملي منعاني من سماعها أو اعطاءها
فرصة للتبرير ..لذلك أردت أن أصحح خطئي و أعوضها عما فات..عندما أرسلتها
الى اسطنبول للعمل خالفت آراء كل كبار الضيعة و منحتها ثقتي الكاملة..و عندما
ظهرت علاقتكما أمام العيان..ظننت أنها خانت ثقتي و خيبت أملي..و اضطررت
إلى تحمل كلمات أهل الضيعة الثقيلة و تلميحاتهم القاسية من لوم و تجاوز و
تجني..لكن..بعد أن رأيت صوركما في الجرائد و السعادة بادية عليكما..قررت أن
أفتح معكما صفحة جديدة..أحتضنكما و أنظم لكما زواجا أمام أهل الضيعة لكي
أقطع ألسنة الناس عنكما..ياغيز..أنت زوج ابنتي و بمثابة ابني..و مرحب بك دائما
هنا..و إذا أردت أية مساعدة..فأنا جاهز" صمت قليلا ثم نظر إلى هزان و قال" و
أنت يا ابنتي..اغفري لي خطئي و سامحيني..أنت تعلمين أنني أحبك
جدا..لذلك..قررت أن أمنحك حصتك في الإرث و أنا على قيد الحياة" قالت"
لكن..أنا لا.." قاطعها" اسمعيني يا ابنتي..هذا حقك..خذي هذا الذهب و هذا المبلغ
من المال..أما نصيبك من الأرض فهي قطعة الأرض الشرقية القريبة من عين
الماء و تستطيعين التصرف فيها كما تشاءين..اما أن تتركيها تحت تصرف أخيك و
عنايته ..أو تبيعيها له..أنت حرة" نظرت إليه هزان ثم اقتربت منه..عانقته و قبلت
جبينه و هي تقول" أنا لا أريد شيئا يا أبي..أريد حبك و حنانك الذي تعودت
عليهما..شكرا لأنك منحتني فرصة و احتضنتني من جديد" ..أخذت هزان صندوقين
خشبيين متوسطي الحجم..واحد ملآن بالذهب و الآخر بالمال..و دخلت إلى غرفتها
..مع ياغيز بعد انتهاء الحفل..
أنت تقرأ
خطايا لا تُغتفر
عاطفيةكلنا بشر..و كلنا نخطئ..و نقترف أخطاء بحق أنفسنا ..أو بحق غيرنا..لكن الخطايا تختلف..فهناك أخطاء صغيرة و بسيطة..يسهل التغاظي عنها..و غفرانها..و هناك خطايا كبيرة..و مؤلمة..خطايا لا تغتفر..و لا تنسى بسهولة..و المسامحة و الغفران من شيم كبار النفوس و الكر...