53

2.6K 62 1
                                    

في المنزل..جهزت هزان حقائبها و جلست على حافة السرير..كان رأسها يضج
بالأسئلة و الأفكار..أزعجها كلام يمان و تلميحاته عن المعجبات و الشهرة و ماضي
ياغيز..و رغما عنها انبعث الخوف في قلبها ..خوف من أن تفقده بعد أن صار هو
كل عائلتها ..خوف من أن يعود إلى عجرفته السابقة و غروره و طريقته الفظة في
التعامل..خوف من تستطيع إحدى نساءه السابقات أو معجباته أن تسرقه منها و
تبعده عنها..دخل ياغيز إلى الغرفة و نزع قميصه و أبقى على تبانه القصير ثم
جلس بجانب هزان التي كانت شاردة و مهمومة..نظر إليها و لامس وجهها بأصابعه
و هو يقول" هزان..حياتي..مالأمر؟ ماذا حدث؟ هل حدث ما ازعجك في منزل والدي؟ " التفتت إليه و قالت بصوت مرتعش" لا لم يحدث شيء..هو سؤال يدور في ذهني..و أريدك أن تجيبني عنه..
ياغيز..هل سيأتي يوم و تتركني فيه و تتخلى عن حبي؟ " رفع ياغيز حاجبه استغرابا
و سأل" ما هذا الهراء الذي أسمعه؟ من أين جاء هذا الحديث الآن؟ " هزت هزان رأسها و
قالت" أجبني أولا..هل سيأتي يوم و تتخلى عني و عن حبي؟ هل ستعود إلى حياتك
و عملك و تنساني؟ هل سيخف اهتمامك بي حقا؟" ضحك ياغيز و قال"
مجنونة..هل تأثرت بكلام يمان..حياتي..لا تقلقي و لا تفكري في هذا الكلام الفارغ..لن يحدث ذلك
أبدا..أنا أعدك" وضعت هزان رأسها على صدره و تمسكت بكتفيه كأنها تخشى أن
يهرب منها..شد ياغيز عليها بين ذراعيه و هو يقول" هزان..أنا أحبك كثيرا..و لن
أتخلى عنك و عن حبك أبدا..كوني واثقة من ذلك" ..في الصباح..وصل ياغيز و هزان
إلى القصر فوجدوا الصحفيين ينتظرونهم أمام البوابة..توقفا معا أمامهم ليلتقطوا
لهم الصور و سأل أحدهم" هل أنتما سعيدان معا؟" ابتسم ياغيز و أجاب"
نعم..نحن سعداء جدا..و نتمنى لكم نفس السعادة التي نشعر بها..شكرا لكم" و
دخلا معا..قام الخدم بوضع الحقائب في الغرفة و ترتيب الملابس في الخزانة..فيما
انشغل ياغيز بالحديث مع بكير الذي كان ينتظره ..في الصالون..جلست هزان
تحتسي قهوتها عندما دخل الخادم و قال" سيدة  هزان ..هناك ضيف يريد مقابلتك"
سألت" من هو؟" من وراء الخادم..أطل أخوها ياسين برأسه و قال" هذا أنا "
..فرحت هزان و أسرعت نحوه لتعانقه..عانقها و قال" مبارك زواجك أختي.. هل
أنت سعيدة مع هذا الممثل؟" ابتسمت هزان و أجابت" نعم..سعيدة جدا..باغيز
يحبني جدا و أنا أحبه..كيف حال أبي؟ هل هو بخير؟" أجاب" إنه بخير..يريد أن يراك
أنت و زوجك" سألت بحماس" حقا؟" هز رأسه و قال" نعم..يريد لأهل الضيعة أن
يتعرفوا على زوجك و يقيموا لكما عرسا هناك" ..عانقته هزان بحماس و قالت"
سأخبر ياغيز بذلك و سنأتي في أقرب فرصة.."..

خطايا لا تُغتفرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن