جلست بتول بجانب هزان و وضعت يدها على كتفها محاولة التخفيف عنها..رفعت
هزان لابنة عمها عينان ملأتهما الدموع و وجها عابسا كسى الحزن
تقاطيعه..تمتمت" ماذا أفعل الآن؟ هل سمعت ما قاله؟ يريدني أن
أعتذر له؟ أنا لم أخطئ معه..هو من تمادى معي و قبلني أمام الجميع..هل كان
ينتظر مني أن أفرح و أتجاوب معه؟ غريب أمر هذا الرجل المغرور..لم أكن أتصور
أن يكون على هذا القدر من الخسة و النذالة" قالت بتول" عزيزتي..هو المخطئ و هو
من يجب عليه أن يعتذر..إنسي أمره..لن ينجح في فعل شيء..و إن كنت قلقة
بشأن العمل..فلا تقلقي..سنجد عملا آخر..و إذا اضطررنا إلى ترك اسطنبول و
العودة إلى الضيعة سنفعل ذلك" وضعت هزان يدها على جبينها و قالت" أوف يا
..من أين أتاني هذا الحقير؟ يريد أن يدمر لي حياتي..أنا أكرهه" ابتسمت بتول و
قالت" من الطبيعي أن تكرهيه..لكن احذري..الكره مشاعر قوية بقدر الحب..و
هناك خيط رفيع يفصل بينهما..احذري أن ينقلب كرهك إلى حب" وقفت هزان و
هي تصيح" مستحيل..لو بقينا أنا و هو فقط في هذه الدنيا..فذلك أمر مستحيل..هل فهمت"
وقفت بتول و قالت" صديقتي..أنا أمازحك فقط..ماذا سنفعل الآن؟" أجابت" سنبحث
عن عمل جديد..لا نستطيع أن نبقى دون عمل..هيا" و خرجتا معا..و طوال
ساعات..تجولتا بين محلات الحلاقة لكن الإجابة كانت نفسها..لا..في نهاية اليوم
..عادتا إلى المنزل منهكتين من كثرة المشي..تحممتا و جلستا معا تتناولان
عشاءهما..نظرت هزان إلى بتول و قالت" أختاه..اسمعي..اذهبي في الغد إلى
كريمة و عودي إلى عملك" قاطعتها بتول" مستحيل..لن أعود إلى هناك" قالت هزان"
بتول..لا يجب أن تبقى كلتانا دون عمل..و مشكلة ياغيز معي..لا عمل له معك
أنت..و السيدة كريمة تحبك و لن ترفض إعادتك إلى العمل..يجب أن تعملي أنت و
أنا سأتدبر أمري" قالت" لكن.." عانقتها هزان و هي تقول" لا تقلقي جنم..عندما
أحصل على عمل أفضل..سأحضرك للعمل معي..لن نفترق أبدا..لا تقلقي"
قبلت بتول هزان على خدها و هي تقول" لن نفترق..نحن أختان و لسنا ابنتي عم
.. "فقط..أحبك جدا هزان" ضحكت هزان و قالت" و أنا أيضا صديقتي..هيا..لنكمل عشاءنا.."..
أنت تقرأ
خطايا لا تُغتفر
Romanceكلنا بشر..و كلنا نخطئ..و نقترف أخطاء بحق أنفسنا ..أو بحق غيرنا..لكن الخطايا تختلف..فهناك أخطاء صغيرة و بسيطة..يسهل التغاظي عنها..و غفرانها..و هناك خطايا كبيرة..و مؤلمة..خطايا لا تغتفر..و لا تنسى بسهولة..و المسامحة و الغفران من شيم كبار النفوس و الكر...