75

2.3K 58 0
                                    

ركب ياغيز سيارته و لم يتمكن من قيادتها..كانت الدموع تحرق عينيه و تسيل
غزيرة على خديه..وضع رأسه على المقود و بكى بحرقة..ماذا سيفعل الآن؟ و إلى
أين سيذهب؟ ..يكره أن يذهب إلى أي مكان لا تكون موجودة فيه..يحس أن الدنيا
كئيبة و حزينة من دونها..لام نفسه كثيرا لأنه لم يعرف قيمتها..لم يقدرها و لم
يحترمها..لم يظهر لها و لو قليلا من الحب الذي يكنه لها..كان أنانيا و متعجرفا و
مغرورا..كان يرى نفسه فقط..و يهتم لنفسه فقط..الأنا كانت تسيطر على حياته و
تنغص عليه عيشه..لم تسمح له بالتواضع و معاملة الناس باحترام و مراعاة
لشعورهم..لم تعطه فرصة للتغيير أو الإصلاح..قال في نفسه" لقد حان
الوقت..وقت اصلاح الأخطاء و التغيير للأفضل..سأستعيد هزان و أكسب قلبها من
جديد..لن أسمح لنفسي بأن أخسرها..لا حياة لي من دونها..هزان هي كل
حياتي..لن أخسرها..أبدا" مسح دموعه و انطلق بسيارته..في الصالون..جلست
هزان على المقعد و هي تضع رأسها بين يديها..لم تستطع منع دموعها من
الإنهمار..تحبه..رغم كل عيوبه و سيئاته و أخطاءه..تحبه و تعشقه..هو الرجل الوحيد
القادر على زلزلة كيانها بنظرة أو كلمة أو عناق..هو الرجل الوحيد القادر على
حبس أنفاسها و اشعال النار في جسدها بلمسة أو قبلة..لكن..هي تعلم أن هذا
الفراق سيكون لصالحه..و لصالحها..تتمنى أن يقوم اعوجاج شخصيته و يصلح
أخطاءه..لامست بطنها و قالت" لا تحزن يا صغيري..هذا أفضل لنا الآن..لكن..أتمنى
أن يفهم والدك خطئه و أن يسعى إلى إصلاح ما أفسده و تجاوز هذه الفترة الصعبة التي يمر بها..أتمنى أن نكون نحن
الثلاثة عائلة سعيدة و مثالية..أتمنى ذلك من كل قلبي يا صغيري" ..سمعت هزان
صوت الباب يفتح..رفعت رأسها لتجد شابا طويلا..وسيما يقف أمامها..تقدم منها و
قال" سيدة هزان..أنا المحامي لافانت اولغاز..لقد أخبرتني السكرتيرة أنك جئت
إلي و لم تجديني في المكتب..في الواقع..لقد كنت مسافرا و عدت الآن..لقد
أخذت عنوانك و أتيت لكي أراك" وقفت هزان و صافحته..شاب في أواخر
الثلاثينات من عمره( مراد يلدريم) ..قالت"أهلا و سهلا سيد لافانت..سررت
بمعرفتك..تفضل بالجلوس" قال" أفضل أن نذهب إلى مكان آخر لكي لا نزعج
السيدات هنا" ابتسمت هزان و قالت" حسنا..كما تريد..لنذهب من هنا" و خرجا معا و ذهبا إلى أقرب مقهى في الشارع المقابل للصالون..

خطايا لا تُغتفرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن