قضت هزان يومها في كرفان ميرفت..لم تغادرها إطلاقا..كانت تتفادى رؤيته أو
الإلتقاء به..مجرد رؤيته تستفزها و تغضبها..تحاول أن تعمل بهدوء ..بعيدا عنه و عن
تصرفاته الفظة و الوقحة..أما هو فكرر بعض المشاهد أكثر من مرة لأنه كان
مشغولا بالبحث عنها بين الواقفين..يستمتع باستفزازها و اغضابها..يريد أن تكون
دائما أمام عينيه..أن يهينها و أن ينتقم منها..يتلذذ بذلك..يشعر أنها تحت رحمته بتلك
الطريقة..يريدها أن تضعف أمامه و أن تستسلم..يريدها أن تعترف بأنه أقوى منها
و أنه هزمها..هذا ما تعود عليه..تعود دائما أن يكون في موقع قوة و أن يحصل على
ما يريده..أنهت ميرفت مشاهدها و انتهى عمل هزان بذلك..اقترحت عليها ميرفت
أن توصلها إلى المنزل فقبلت و غادرتا سوية تحت أنظار ياغيز ..وصلت هزان إلى
المنزل و همت بإغلاق الباب عندما وضع أخوها ياسين رجله و منعها من
إغلاقه..التفتت هزان بسرعة و صاحت بحماس ثم ارتمت بين ذراعي أخيها..تبع
ياغيز سيارة ميرفت و وصل إلى منزل هزان..كان يهم بالدخول إليها عندما رآها
تعانق شابا طويلا أمام بابها..جمد ياغيز و هو ينظر إليها..اشتعل جسده و تسارع
نفسه..مرر يده على عنقه و سحب سيجارة من علبة السجائر التي كانت في جيبه
و أشعلها بسرعة..نفخ دخانها و تأفف بضيق و هو يستغرب مما يحدث له..كان يريد
أن يقترب منهما..أن يبعدها عنه..و أن يبعده عنها..شعر أنه لا يحق لهذا الشاب أن
يلمسها أو أن يعانقها..لا يحق له أن يتكلم معها و أن يجعلها تضحك..رآهما يدخلان و
..يغلقان الباب خلفهما فركب سيارته و ابتعد بها مسرعا..
أنت تقرأ
خطايا لا تُغتفر
Romanceكلنا بشر..و كلنا نخطئ..و نقترف أخطاء بحق أنفسنا ..أو بحق غيرنا..لكن الخطايا تختلف..فهناك أخطاء صغيرة و بسيطة..يسهل التغاظي عنها..و غفرانها..و هناك خطايا كبيرة..و مؤلمة..خطايا لا تغتفر..و لا تنسى بسهولة..و المسامحة و الغفران من شيم كبار النفوس و الكر...