88

6K 113 16
                                    

نظر إليها ياغيز باستغراب و سأل" و أي سبب هذا؟" وضعت هزان يدها على بطنها
و قالت" ياغيز..حبيبي..أنا حامل" جمد ياغيز في مكانه و حملق فيها و قد امتلأت
عيناه بالدموع ثم اقترب منها و أحاط كتفيها بيديه و هو يقول" جنم..هل أنت
متأكدة؟ هل أنت حامل حقا؟ هل سنصبح أخيرا أبوين لطفل صغير؟ هل سأحصل
على العائلة التي لطالما حلمت بها و تمنيتها؟ أجيبيني أرجوك" نظرت إليه هزان و
قالت" نعم..أنا حامل" جثى ياغيز على ركبتيه أمامها و وضع رأسه على بطنها و هو
يهمس" باباجم..ابني..أنا أبوك..و أحبك جدا..و انتظر قدومك بفارغ
الصبر..صغيري..أنا أعدك أنني منذ اليوم..سأكون شخصا آخرا..شخص يكون أهلا
لحب والدتك و لحبك أنت..أعدك بذلك" و بكى ياغيز و هو يمرر أصابعه على بطنها
..مدت هزان يدها و أوقفته و هي تقول" حياتي..أنا أحبك كثيرا" مسح ياغيز دموعه
و عانقها بقوة و قال" و أنا أعشقك حياتي..شكرا لأنك جعلتني أسعد إنسان في
هذه الدنيا..شكرا لأنك منحتني العائلة التي حرمت منها طوال حياتي..شكرا لأنك
كل عائلتي انت و ابننا القادم..شكرا جزيلا" ..هنأهما كل من في الموقع و بقيت
هزان مع ياغيز و حضرت تأديته لكل المشاهد ..كانت سعيدة جدا لأنه يعامل الجميع
بطريقة جيدة..كان قريبا و رقيقا و مراعيا لشعور العاملين..كان يساعد الممثلين
التانويين على تصحيح مشاهدهم و آداءهم..و يحمل الكاميرات من مكان إلى مكان
صحبة العاملين..كان يضحك في وجه الجميع و لا يغضب او ينزعج إذا اضطر إلى
إعادة المشهد أكثر من مرة..كانت هزان تلمس فيه تغييرا حقيقيا أسعد قلبها و
..طمأنها على أن القادم سيكون فعلا أحلى و أجمل

و طوال الأيام التالية..كان ياغيز يدلل هزان و يعتني بها..يحرص على مواعيد
فحوصاتها الطبية و يرافقها فيها..كان يوازن بين عمله و بينها هي..صار فعلا شخصا
آخرا..رقيقا..متواضعا..مراعيا..حنونا و محبا..استمعا معا إلى صوت دقات قلب
ابنهم القادم..بكيا معا و تعانقا مطولا و هما يعيشان تلك اللحظة السحرية معا..ذهبا
إلى الضيعة ليحضرا زفاف ياسين و بتول..و شارك ياغيز رجال الضيعة رقصة
الدبكة التي تعلمها لأجلهم..أما هزان فكانت كالملكة تجلس و كل ما تطلبه يأتي
إليها..أمها و بتول يهتمان بطعامها و براحتها..أما أبوها فكان سعيدا بطريقة جنونية
لأنه سيحضى بحفيد و خاصة أنه ابن حبيبته و مدللته هزان..و قام ياغيز و هزان
بزيارة ميرا و لافانت أكثر من مرة و صاروا جميعا أصدقاء..ثم أنهى ياغيز مسلسله
و لاقى نجاحا منقطع النظير..و تلقى عليه جائزة أفضل ممثل..و كانت هزان تقف
بجانبه و ترافقه في كل خطوة يقوم بها..و بعد شهور..ولدت هزان ..و أنجبت ولدا
جميلا ذي عينين بلوريتين يشبه أباه كثيرا..اختاروا له من الأسماء اسم " حازم" على
إسم والد ياغيز..تعلم ياغيز أن يعيش حياته لغيره..لأحباءه..لزوجته و ابنه..تنازل عن
غروره و عجرفته و تقبل أنه ليس محور الكون..و حتى نجاح مسلسله الجديد لم
يعده إلى صورته القديمة البشعة..بل صنع منه شخصا رائعا لم ينسب النجاح
لنفسه كالعادة..بل أقر بأنه مجهود مشترك من الجميع..المخرج و العاملين و
الممثلين..أدرك و لو متأخرا أن الغرور يقضي على صاحبه و يحطم حياته و يجعله
يخسر كل أحباءه..و تعلم إن الحب هو الوحيد الذي يعلمنا غفران الخطايا التي لا
تغتفر..فحب هزان كان أقوى من غروره و عجرفته..حبها هو من جعله يتغير نحو
الأفضل و صنع منه انسانا آخرا يمكن الوثوق به و قضاء حياة كاملة معه..اقترب
ياغيز من هزان و قبلها برقة ثم قبل صغيره و هو يقول" ايها الصغير..لقد شاركتني
في حب أمك..و أنا لم أتعود أن يشاركني أحد فيما أحبه" رفعت هزان حاجبها
استغرابا و قالت" هل عدت إلى أنانيتك سيد ياغيز إيجمان؟" ضحك ياغيز و قال"
لا..لا تخافي..لكن في الحب دائما بعض من الأنانية و حب التملك..و أنا أريدك لي
لوحدي..أريد حبك لوحدي..فحبك هو الضمانة الوحيدة لمواصلة حياتي بالطريقة
الصحيحة..أنا أعشقك سيدة إيجمان" ضحكت هزان و قالت" و أنا ايضا سيد
إيجمان" ...
النهاية

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 30, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

خطايا لا تُغتفرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن