35

2.5K 68 0
                                    

في المساء..عادت هزان إلى المنزل و هي متضايقة من نفسها..جلست على حافة
سريرها و أخذت تراجع ما فعلته..وجدت أنها لا تختلف عن ياغيز في شيء..بل
صارت تشبهه..تنتقم منه بطريقته الموجعة..تحاول إيذاءه و إيلامه بكل الطرق
الممكنة..كانت تحاول أن تتغلب على الشيطان الذي يحاول السيطرة عليها و
يجعلها تنسى نفسها ..هي ليست هكذا..هي مجرد فتاة عادية تعرضت للإيذاء و
خسرت عائلتها و ثقة والدها فيها و أرادت أن ترد الصاع صاعين..لكنها انحدرت
خلف رغبتها في الإنتقام و نسيت أنها تؤذي مشاعر ياغيز و تقوم بفضح أسرار
حياته الخاصة أمام جمهوره..وجدت أنها تسير في طريق خاطئ لا تريد أن
تنهيه..نظرت إلى وجهها في المرآة..خافت مما رأته..وجه لا يشبه وجهها..عيون
كلها حقد و كراهية و غضب..ابتسامة صفراء خبيثة و نظرة لا تشبهها..أغمضت
هزان عينيها و حاولت أن تتذكر كل اللحظات السيئة التي عاشتها بسبب
ياغيز..لكنها كانت ترى شيئا واحدا..وجه ياغيز المبتسم و الذي يشع براءة..و
تذكرت كيف اعترف لها بحبه و الطريقة الجيدة التي صار يعاملها بها..فتحت هزان
عينيها بسرعة و هي تقول" هزان..لا تهذي..ذلك المغرور هو من دمر
حياتك و آذاك..غير مسموح أن تنسي ذلك" ثم صمتت قليلا و قالت" لن أواصل لعبة
الإنتقام المخيفة تلك..صرت أخاف من نفسي و أخشى أن أصير إنسانة أخرى
تدوس على مشاعر الناس دون رحمة أو شفقة..نعم..كنت سأعاقبه بأقسى طريقة
ممكنة ..أن أقول لا أمام المأذون و أمام جمهور الحاضرين في حفل
الزفاف..لكنني لن أفعل ذلك..لن أستغل مشاعر ياغيز و أكذب عليه أكثر من
ذلك..سأتصرف بطريقة تشبهني و أحاول ألا أجرحه أكثر من ذلك..هذا ما يجب أن
أفعله" ..في الصباح..وصل فستان الزفاف الذي طلبه ياغيز بصفة خاصة من
باريس لأجل هزان..ابتسم ياغيز و هو يتأمله بخيوطه الفضية و الورود الرمادية
الصغيرة التي زينت ياقته..تخيل هزان و هي ترتديه..لمعت عيناه و بدت السعادة و
الحماس واضحين على وجهه..أعاد الفستان إلى علبته البيضاء الضخمة و طلب من
الخادم أن يضعه له في السيارة..ثم أخذ هاتفه و ركب السيارة متجها إلى منزل
هزان..اتصل بها في الطريق لكن هاتفها كان مغلقا..وصل بعد عشر دقائق..طرق
الباب مرارا و تكرارا لكن دون جدوى..خرجت جارة تسكن قبالتها و قالت" لا
تطرق أكثر من هذا..الفتاة التي كانت تسكن هنا رحلت هذا الصباح..و تركت لك المفاتيح و هذه الرسالة.."..

خطايا لا تُغتفرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن