خطايا لا تُغتفر

57

راقب ياغيز إبتعادها بصمت..لم يتحرك و لم يلحق بها..كان كبرياءه محطم و
غروره مجروح..تعود دائما أن يكون الأول..الرقم واحد الذي لا يُنافس..النجم
المشهور صاحب النجاحات الباهرة و المكانة التي لا تطال..تعود أن يتلقى العروض
و أن يتفنن في اختيار أفضلها أو رفض سيئها..هو صاحب الأرقام القياسية و الأجر
العالي..لم يستطع إستيعاب أن يخسر بطولة مسلسل و أن يتم تعويضه بممثل
كان يحلم بأن يحصل على فرصة..وقف للحظات في مكانه..شاردا مهموما و
محبطا..ثم انتشله صوت بكاء هزان العالي من شروده..جرى نحو الحمام و أخذ
يطرق الباب بعنف و هو يقول" هزان..حبيبتي..افتحي الباب..أرجوك..أنا
آسف..ان كنت جرحتك بحديثي أو أزعجتك..أنا آسف..افتحي أرجوك" صمتت هزان
و لم تجبه..كانت مذهولة من تغيره السريع و عودته إلى طبعه السيء بمجرد أن
تعرض لمشكلة تخص عمله و شهرته..أخذت كلمات يمان تتردد في أذنيها..صارت
تخشى أن يكون على حق و أن يفضل عمله عليها..أن يتخلى عنها و يتوقف عن
حبها..عاد ياغيز للطرق على الباب بشدة و هو يقول"
هزان..حبيبتي..أرجوك..افتحي الباب..أرجوك" فتحت هزان الباب و إبتعدت من
أمامه..لحق بها و أمسكها من ذراعها ..همس" هزان..لا تتركيني..و لا تبعديني
عنك..أنا أحتاجك كثيرا..أرجوك..اغفري لي" التفتت إليه هزان و قالت" ياغيز..لا أكاد
أصدق أنك و بمجرد حدوث مشكلة في عملك ..قد عدت إلى العجرفة و الغرور
السابقين..عاد كلامك جارحا و تصرفاتك قاسية..عدت لسماع كلامك القديم..عن
الركوع أمامك و طلب المغفرة..عن اسمك ..عن شهرتك..عن مجدك..عن
عملك..لقد صدمتني حقا..ظننت أنك تغيرت و صرت حبيبي ياغيز العاشق الذي
يحترم مشاعر الناس و لا يؤذيهم أو يذلهم..لكنني أخطأت..أنت لم تتغير و لن
تتغير" سحبها ياغيز بين ذراعيه و عانقها بشدة و هو يقول بعصبية" هزان..لقد
تغيرت حقا..حبك غيرني..لكن.." قاطعته و هي تبعده عنها" ياغيز..لست بحاجة
للكذب علي..لن تقنعني أنك تغيرت إلا بأفعال حقيقية..ليس مجرد كلام..عندما
تفهم أنك لست الممثل الوحيد في تركيا و أن هنالك أناسا آخرين موهوبين و
يستحقون الحصول على فرصة مثلك تماما..عندها ستثبت لي أنك تغيرت
فعلا..عندما تتعلم أن تحترم البشر و تراعي شعورهم ..عندها ستثبت لي أنك
تغيرت..عندما تتخلى عن هذه العجرفة و الغرور و الأنانية..عندها ستثبت لي أنك
تغيرت" بقي ياغيز واقفا في مكانه ينظر إليها و هي تبتعد عنه و تدخل إلى الغرفة و تغلق الباب خلفها..