48

2.9K 79 3
                                    

دخل يمان و هزان ليجدا ياغيز يعانق أمه و هي تلاعب خصلات شعره..توقف يمان
و حملق فيهما باستغراب ثم سأل" أمي..ماذا يحدث هنا؟" ابتعد ياغيز عن ميلدا
التي نظرت إلى يمان و أجابت" يمان..بني..اقترب..هذا أخوك ياغيز" كانت ميلدا قد
حدثت يمان عن ياغيز أكثر من مرة و أرته صوره في المجلات و الصحف لكنه لم
يكن يتصور أنه سيراه أمامه في يوم من الأيام و أنه سيسرق منه اهتمام أمه و
محبتها و سيشاركه فيهما..ففي النهاية هو الولد الوحيد لأبويه و مدللهما..لم يبدو
عليه الحماس و هو يمد يده إلى ياغيز و يصافحه ببرود..قال" أهلا و سهلا بك..تشرفت بمعرفتك" أجابه ياغيز" ..و أنا أيضا سررت بمعرفتك" ..اقتربت هزان من
ياغيز و لامست وجهه و هي تقول" حبيبي..لقد فرحت كثيرا لأنكما اجتمعتما في
النهاية..أرجو أن تعوضا السنوات التي مضت..أصبحت لديك عائلة اليوم..و هذا أمر رائع" ابتسم ياغيز و قال" أنت السبب فيما
حدث..و الفضل كله يعود إليك..شكرا لك حياتي" ثم نظر إلى يمان و قال بحماس"
يمان..يشرفني أن أدعوك إلى حفل زفافي أنا و هزان في نهاية الأسبوع" تغيرت
ملامح يمان و ابتلع ريقه بصعوبة و لم ينطق بكلمة..اقتربت ميلدا من هزان و
عانقتها بقوة و هي تقول" هزان..شكرا لك حبيبتي..و مبارك لكما..ابني اختار زوجة
مناسبة له..إنه محظوظ بك" ابتسمت هزان و قالت" و أنا محظوظة به" ..قبلت
ميلدا ياغيز و قالت" بني..منذ اليوم سنمضي وقتا أكثر معا..و سأساعدك في
التحضير للزفاف" ابتسم ياغيز و قال" شكرا لك أمي" و غادر القصر و يده في يد
..هزان

قرر ياغيز أن يبقى في أنقرة و أن يقيم حفل الزفاف هناك في أكبر الفنادق و
أفخمها..و شاركته أمه جميع التحضيرات..فاهتمت باختيار الفندق و الحجز فيه..و
أشرفت بنفسها على انتقاء لون أغطية الطاولات و الورود..و اتفقت مع أشهر
شركات تنظيم الحفلات..فرح ياغيز باهتمام أمه به و بحفل زفافه..للمرة الأولى
يشعر أن أمه معه و بجانبه..للمرة الأولى يشعر أنه إنسان طبيعي تشاركه أمه
فرحه و تهتم بكل التفاصيل الخاصة به..للمرة الأولى يشعر بأنه محاط بأحباءه و
ليس وحيدا كما تعود أن يكون..و في هذه الأثناء..كانت غيرة يمان منه تزداد يوما
بعد يوم..صار يتضايق من وجوده مع أمه و من قضاءهما معظم اليوم معا..و لعل
ما زاد من تضايقه منه هو أنه سيحصل على فتاة كهزان و سيتزوجها..و هو قد
أعجب بها بشدة..و تمنى أن تكون له..و جاء اليوم الكبير..في إحدى غرف
الفندق..كانت هزان تتجهز على يد مجموعة من أخصائيي التجميل..صففوا لها
شعرها في شكل ظفيرة مزينة بالورود الرمادية الصغيرة و أنزلوا خصلتين من
شعرها على جانبي وجهها..ثم زينوا لها وجهها بمساحيق تعتمد اللونين الرمادي و
الأبيض فوق عينيها و أحمر شفاه باللون الوردي اللامع..نظرت إلى نفسها في
المرآة و ابتسمت ابتسامة رضى و هي ترى الفستان الأبيض المزين بالخيوط
الفضية و الورود الرمادية عند الصدر ..ذلك الفستان الذي صمم خصيصا لها بطلب
من حبيبها ياغيز..وضعت التاج الرمادي المرصع بالألماس و الطرحة البيضاء على
رأسها..سمعت طرقات على الباب و رأت ياغيز و هو يدخل..كان كالأمير في بدلته
السموكينغ السوداء و قميصه الأبيض و ربطة عنقه السوداء..دق قلبها بسرعة و
غزى اللون الأحمر خديها..اقترب منها ياغيز و هو يلتهمها بعينيه العاشقتين..اتكأ
على الحائط و بقي يتأملها..سألت بنفاذ صبر" ايي..ألن تقول شيئا؟" ابتسم ياغيز و
قال" و ماذا عساي أقول..أنت رائعة حياتي" اقترب منها و قبل جبينها و هو يقول"
حياتي..هيا ننزل..لقد تأخرنا" ..نزلا معا وسط تصفيق الحاضرين من مشاهير و
ممثلين و منتجين و مخرجين و رجال أعمال و صحفيين..جلسا معا أمام المأذون
الذي سأل" سيدة هزان شامكران..هل تقبلين بالسيد ياغيز إيجمان زوجا لك؟"
صمتت هزان قليلا كأنما لتستفز ياغيز و تبعث القلق و الخوف في نفسه..نظر إليها
بقلق فابتسمت و قالت" نعم..أقبل" و سأل ياغيز" سيد ياغيز..هل تقبل بالسيدة
هزان شامكران زوجة لك؟" أجاب ياغيز مباشرة " أقبل بكل تأكيد" و شهدت ميلدا و بكير
على عقد القران و قام المأذون بإعلانهما زوجا و زوجة..فاقترب ياغيز من هزان و
..اختطف قبلة سريعة من شفتيها وسط تباريك الحاضرين و فلاشات المصورين..

خطايا لا تُغتفرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن