42

2.5K 77 1
                                    

مسحت ميلدا دموعا غزيرة نزلت على خديها و واصلت" لطالما أحببته و تابعت
أخباره..لكنني خشيت عليه من أخي..خفت أن أتواصل معه فيعرف أخي مكانه و
يأخذه إليه لكي يربيه على القتل و العنف..أو يقتله لكي يعاقبني على خطيئتي التي
لا تغتفر..انقطعت أخباره عني لفترة بعد موت مدحت..لكنني عدت لمعرفتها عن
طريق ألارا إبنة مدحت التي كانت مقربة جدا من ياغيز..و بعد سفري بفترة
قصيرة..تزوجت و قام زوجي بحمايتي..لكنني كنت أتلقى تهديدات من حين لآخر..و
لم ينتهي هذا الكابوس و لم أتمكن من عيش حياة طبيعية خالية من الخوف إلا بعد
أن تلقيت خبر وفاة شوكت أخي..فأسرعت إلى اسطنبول و ذهبت للقاء ياغيز
..لكنه طردني و رفض أن يقابلني أو يسمعني..أرسلت له رسائل كثيرة أشرح فيها
ما حدث و لست متأكدة أنه قرأ إحداها..أتمنى أن يمنحني فرصة لكي أبرر له ما
حدث..أريد أن أحتضنه و أن أعانقه و أشتم رائحته..أريد أن أعرف كل شيء
عنه..ما يحبه..ما يكرهه..طباعه..ميولاته..كل شيء..لكنه لا يسمح لي بالإقتراب
منه" وضعت هزان يدها على كتف ميلدا و قالت" أعتذر سيدة ميلدا ..لم أكن
أعرف أنك كنت طوال هذه السنين تدفعين ثمن خطيئة اعتبر أهلك أنها لا تغتفر"
ثم جلست بجانبها و قالت" قد تظنين أنني أعرف ياغيز أكثر منك..لكن هذا ليس
صحيحا..لقد تعرفت عليه منذ مدة قصيرة فقط..و صراحة..لم يكن لقاءنا الأول
سعيدا..سأحكي لك ما جرى..لكن تأكدي..أن غيابك عنه و تركك له خلف لديه جرحا
عميقا و قسوة و عجرفة دفع ثمنها الكثير من المحيطين به و أنا منهم" طلبت ميلدا
فنجاني قهوة و جلست صحبة هزان تتحدثان عن ياغيز..في اسطنبول..وقف ياغيز
أمام الكاميرا و هو يسوي شعره استعدادا لتأدية المشهد..سمع كلمة أكشن
فاقترب من الفتاة التي أمامه و قال" أين ذهبت؟ أين كنت؟ لماذا تركتني؟ ألا
تعلمين أنني أموت من دونك؟ قولي..أجيبي..هزان..لماذا تركتني ؟ " قال المخرج
كات..ثم نظر إلى ياغيز الذي واصل هز الممثلة التي أمامه و هو يتخيل أنها هزان
تقف أمامه و يسألها و يحاسبها على تركها له..تدخل بكير و أبعده عن شريكته في
التمثيل و هو يقول" إهدأ سيد  ياغيز ..أرجوك..إهدأ..سنجدها و ستحاسبها ..لكن
أرجوك..يجب أن تركز على عملك ..التصوير متوقف منذ يومين..ستضع نفسك في
..موقف محرج مع المخرج و المنتج" جلس ياغيز و هو يضع رأسه بين يديه..

خطايا لا تُغتفرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن