79

2.2K 60 0
                                    

في الصباح..استيقظت هزان متأخرة لأنها لم تنم طوال الليل..أعدت لنفسها قهوة
و جلست لتشربها و هي تضع يدها على رأسها الذي أصابه الصداع..سمعت طرقات
على الباب..فتحت لتجد شابا يحمل باقة ورود ضخمة بأزهار حمراء و بيضاء..سألها"
هل أنت هزان ايجمان؟" أجابت" نعم أنا هزان" قال" هذه الباقة لك" أخذتها من يده و
أغلقت الباب..قربت أنفها من الأزهار و سحبت رائحتها الزكية إلى أعماقها ثم
قرأت البطاقة التي كتب عليها" إلى معنى حياتي..أحسد الزهور التي عانقت
جسدك و لامسته..لكنني أردتها أن تسبقني إليك لكي تعبر لك عن حبي و شوقي و
ندمي..أتمنى أن ترحبي بها و تعطيها الحياة لكي لا تذبل..ستسمعكي كلاما كثيرا
سأتولى أنا قوله لك بنفسي..أحبك و أتمنى أن تغفري لي..ياغيز" نظرت هزان إلى
الكلمات المكتوبة بعيون ملأها الدمع..سارعت إلى وضع الازهار في المزهرية و
وضعتها على الطاولة أمامها في انتظار وصول صاحبها..ارتدت فستانا أزرق اللون
يصل إلى ركبتيها و جمعت شعرها في شكل ذيل حصان..وضعت القليل من
المساحيق و رشت من عطرها الساحر و الذي يعشق ياغيز رائحته..نظرت إلى
نفسها في المرآة و قالت" هزان..ماذا أصابك؟ هل جننت؟ انك تتصرفين كالمراهقين..اخجلي على نفسك..عودي إلى وعيك..يجب أن تكوني
قاسية معه و تعامليه ببرود لكي يتعلم من أخطاءه و لا يكررها مرة أخرى ..أنت
تحبينه و تذوبين شوقا إليه..لكن..لا يجب أن تضعفي أمامه و إلا سيؤذيك من
جديد..كوني قوية و ثابتة أمامه..و إياك أن تضعفي..تذكري ما عانيته بسببه و بسبب غروره و أنانيته و تصرفاته الفظة..تذكري الليالي الطوال التي بكيت فيها لوحدك دون أن يكون حضرته موجودا الى جانبك..ياغيز أخطأ في حقك..أخطاء لا تغتفر..و يجب أن يفهم هذا..و يستوعبه..لعل ذلك يساعده على التغير" هزت هزان رأسها و حاولت السيطرة على
أنفاسها المتسارعة و هي تسمع طرقات متتالية على الباب..فتحت و جمدت في
مكانها و هي ترى الطارق..

خطايا لا تُغتفرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن