29

2.7K 72 1
                                    

أنهت هزان يوما شاقا من العمل و قد كانت تلاحظ بين الحين و الآخر نظرات ياغيز
التي تلاحقها أينما تحركت..جمعت أغراضها و حملت حقيبتها و همت بالخروج إلى
الطريق بحثا عن سيارة أجرة لكن صوت زمور سيارة انطلق من خلفها أوقفها و
أجبرها على الإلتفات..كانت واثقة أنه ياغيز..أنزل زجاج النافذة و قال"
هزان..اصعدي..سأوصلك" ردت " لا داعي لذلك..سأستقل سيارة تاكسي" فتح باب
سيارته و ترجل منها..اقترب من هزان و حمل عنها حقيبتها و وضعها في المقعد
الخلفي ثم سحبها هي من يدها ..فتح لها الباب و أشار لها بأن تركب قائلا"
تفضلي".. ركبت هزان و ركب ياغيز بجانبها و انطلق بسيارته..تجاهلت هزان طوال
الطريق نظراته المتفحصة و بقيت تنظر عبر النافذة..قال ياغيز" هزان..ما رأيك أن
تقبلي دعوتي على العشاء؟" التفتت إليه هزان و قالت" لا..لا أعتقد ذلك..أنا
متعبة جدا و أريد أن أرتاح" صمت ياغيز قليلا ثم سأل" هل لديك طعام جاهز في
المنزل؟" هزت رأسها أن لا..فابتسم و قال" حسنا..لن أتعبك بالخروج من
المنزل..بل سأدعو نفسي إلى منزلك و أقوم بدور الطباخ..ما رأيك؟" نظرت
إليه هزان باستغراب و قالت" سيد ياغيز..أنا.." قاطعها" هزان..أرجوك..توقفي عن
مناداتي بالسيد ياغيز..نادني ياغيز.. ياغيز فقط..و لا ترفضي أرجوك..أريد أن
أقضي معك أكثر وقت ممكن" صمتت هزان قليلا ثم أجابت" اتفقنا سيد ياغيو" حدجها
ياغيز بنظرة حادة فانفجرت ضاحكة و قالت" ياغيز..حسنا..لا تغضب..ياغيز
فقط" ..توقف ياغيز أمام محل للورود و اختار لها باقة ضخمة من الورود الوردية و
البنفسجية و أعطاها لها..كما اشترى بعض مستلزمات الأطباق التي سيعدها ..بعد
لحظات وصلا إلى المنزل..دخلت هزان و سمحت له بالدخول..ثم استأذنته لكي
تغير ثيابها فيما دخل هو مباشرة إلى المطبخ..ارتدت هزان فستانا قصيرا أزرق
اللون و جمعت شعرها كله ..سمعت صوت تصفيره آتيا من المطبخ..ابتسمت و
هي تقول" أهلا بك في جحيمي سيد ياغيز إيجمان" ..انظمت إليه في المطبخ.كان
قد رفع كمي قميصه الأزرق حتى المرفق و ارتدى بدلة الطباخ و وضع منديلا أزرقا
صغيرا على رأسه..كان شكله جميلا و مضحكا في آن..ضحكت هزان فقال"
لا تفعلي أرجوك..أنا هنا أعد العشاء و أنت تضحكين و تسخرين مني..هذا ليس عدلا" ..كان يعد
الصلصة و يطبخ المعكرونة..لم يسمح لها بمساعدته..قال" اجلسي و شاهدي
فقط..ستتناولين عشاء لذيذا جدا" ..أعد السلطة و سلطة فواكه ثم جهز الطاولة و
الأطباق..و ما هي إلا لحظات حتى كانا يتناولان عشاءهما..

خطايا لا تُغتفرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن