25

2.8K 78 2
                                    

فتحت هزان باب الكرفان و دخلت..التفت ياغيز ليجدها تقف أمامه..رمت الصحيفة
على الأرض و هي تصيح" هل هناك شيء آخر تريد فعله؟ ألم يكفك ما فعلته إلى
الآن؟ ألم تكتفي بعد؟ ألم يندمل جرح كرامتك المزعوم؟ لقد دمرت حياتي و
جعلتني أخسر عملي و عائلتي..لقد حولتني إلى مصدر خجل و عار لأبي..ماذا تريد
مني أكثر؟ هيا..قل" جمد ياغيز في مكانه ينظر إليها..يتأمل جسدها المرتعش
و المنهك..يرى عينيها اللامعتين بدموع تجاهد لإخفاءها..للمرة الأولى يراها مهزومة
و منكسرة هكذا..شعور غريب ينتابه الآن و هو يراها هكذا..متألمة
..حزينة..مكسورة..يريد أن يحتوي حزنها و يخفف عنها..نار تكوي جنبيه و ضيق
يعتري صدره..أنفاسه متثاقلة و قلبه يتألم..لم يفهم ماذا أصابه..هذا ما كان يريده
منذ البداية..أن يهزمها و يحطم كبرياءها..أن يراها كما يراها الآن..لكن منظرها هذا
لم يسعده كما كان يعتقد..تعود أن يراها شامخة ..متحدية و قوية..و لربما يكون قد
أحب تلك القوة فيها دون أن ينتبه..كان يتلذذ بانتقامه منها..يسعده أن يستفزها و
أن ترد عليه و أن تتحداه..يرى منها ما لم يره من أحد غيرها منذ أن أصبح
مشهورا..تعود أن يأمر فيطاع..تعود أن يسخر دون أن يلقى إجابة..تعود أن يتمنى و
أن يحصل على ما يتمناه دون عناء..تعود أن يزمجر و أن يصرخ و أن يهين دون أن
يوقفه أحد..إلا عندما ظهرت هي في حياته..وقفت في وجهه و تحدته..و عندما
تجاوز حده معها ألزمته إياه بكف يدها..بقي صامتا يحملق فيها..اقتربت منه هزان و
أمسكته من ياقة قميصه و هي تقول" حسنا سيد ياغيز..لقد حصلت على ما
تريده..أظن أنك شفيت غليلك بانتقامك القاسي و تلذذت به..أليس كذلك؟ تعاقبني
لأجل جرح و صفعة كنت أنت السبب فيهما..جعلتني أدفع ثمن خطئي دون أن تنتبه
إلى خطاياك التي لا تغتفر..نجوميتك و شهرتك جعلتك تدوس على الناس دون
رحمة أو شفقة..لكن تأكد أنك ستدفع ثمن أخطاءك عاجلا أم آجلا..و
الآن..أخبرني..كيف يتوقف هذا الإنتقام اللعين؟ أو عفوا..لقد نسيت..الطريقة
واضحة" و أبعدت يديها عنه و تراجعت إلى الخلف قليلا ثم تمتمت" لقد قلتها لي
سابقا..لن تتوقف إلا عندما أركع أمامك طالبة المغفرة..أليس كذلك؟" بقي ياغيز
صامتا فركعت هزان أمامه على ركبتيها و ضمت يديها معا و قالت" حسنا..انظر..هاقد
نفذت ما طلبته و ما رغبت فيه منذ البداية..أعذرني على ما فعلته معك و
سامحني..لكن أرجوك..أوقف انتقامك و أبعد شرك عني" ..هوت هزان راكعة على
الأرض و هوى قلب ياغيز واقعا بجانبها..لم يحتمل أن يراها هكذا..فأسرع نحوها و
"وضع يديه تحت ذراعيها و أوقفها و هو يقول" لا..لا تفعلي"

خطايا لا تُغتفرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن