28

2.8K 76 9
                                    

هزت هزان برأسها و تحركت مبتعدة عن ياغيز الذي تابعها بعيون لا تمل رؤيتها أو
تأملها..انتبه لنفسه فعلت وجهه ابتسامة ساحرة..ابتسامة سعادة لأنها لن ترحل و
لن تبتعد عنه..ابتسامة يقين بما يشعر به تجاهها من مشاعر يحس بها للمرة
الأولى..أخذ يراجع تصرفاته معها منذ البداية..ففي أول يوم رآها فيه..تصرف دون
تفكير أو وعي و جذبها إليه و قبلها..لأنه كان في لا وعيه راغبا في ذلك بشدة..ثم
سخر وقته و تفكيره و قوته لكي ينتقم منها..و هذا الإنتقام كان يصل إلى ذروته و
نشوته عندما تجيبه هي و تتحداه و تقف في مواجهته..و الأمر الأهم هو أن تكون
دائما أمام ناظريه..عندما تسبب في طردها من العمل..كان متأكدا أنها ستجد
طريقة و تأتي للعمل في موقع التصوير كتحدي له..و عندما اشترى البناية التي
فيها شقتها..أراد أن يضعها تحت سيطرته و أن تدفع له الكراء لكي تفهم أنه أقوى منها ..و أما عندما رآها مع ياسين..فهو
واثق الآن أن ما كان يحركه يومها هو غيرته العمياء عليها..لم يتحمل أن يراها مع
شخص آخر و لم يخطر بباله أن هذا الشخص قد يكون أخوها..لذلك تصرف بطريقة
متهورة و لا عقلانية..و بعد ذلك..كان متأكدا من ردة فعل عائلتها..و قد وصلته
معلومات أن أول ما يفعلونه بالفتاة عندما يعيدونها إلى الضيعة هو أن يجوزوها..و
ذلك ما لم يتقبله لا عقله و لا قلبه..فأفسد الخطبة و وضع عائلتها أمام الأمر الواقع
بأن هزان له و لن تكون لأحد غيره..اعترف بينه و بين نفسه أنه كان أنانيا إلى أبعد
حد في تصرفاته تلك..لم يحسب لمشاعرها هي حساب. أو لعواقب استهتاره و
أنانيته..و هاهو الآن يعترف لنفسه أنه لا يستطيع العيش من دونها..و هو مستعد أن
يفعل كل شيء من أجل أن تبقى معه و أن تتزوجه..و هو مستعد أيضا أن يعوضها
عن كل الإساءات التي تسبب لها بها..المهم..أن تبقى معه و لا تتركه كما فعلت أمه
من قبل..فأمه تزوجت و أهملته و منحت لإبنها الآخر حبا و حنانا كان هو الأولى
..بهما

خطايا لا تُغتفرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن