31

2.6K 72 2
                                    

على الأريكة جلست هزان و جلس ياغيز بجانبها ..ارتشف رشفة من قهوته و قال"
لذيذة جدا قهوتك..يبدو أنني سأدعو نفسي دائما لشرب قهوتك..طبعا إذا لم
تنزعجي مني" هزت هزان رأسها و قالت" لا..لن أنزعج منك..أهلا و سهلا بك" وضع
ياغيز فنجانه على الطاولة و التفت إليها..صمت و أخذ يتأملها بعيونه
الجميلة..نظرت إليه هزان و سألت" مالأمر؟ لماذا تنظر إلي هكذا؟"
تنهد بعمق و أجاب" هزان..اسمحي لي بأن أصحح أخطائي..و أجعلك تنسين ما
فات..ياغيز الذي رأيته سابقا..هو نجم مغرور ..لم يتعود أن يقف أحد في وجهه أو
يتحداه..شخص أناني و متعجرف و وقح..يرتدي ذلك القناع لكي يخفي ضعفا كامنا
في أعماقه..لكي لا يظهر للناس ضعفه فيستغلونه و يؤذونه..في داخلي..طفل
صغير..لم يعش طفولة طبيعية..صار يتيما في عمر مبكر..توفي والده و تخلت أمه
عنه..طفل يفتقد للحب و الحنان..طفل يفرح بأية هدية بسيطة يحصل عليها..رغم
أنه صار نجما ثريا يستطيع أن يحصل على ما يريده بمجرد أن يطلبه..أريد أن
أعشق و أن أعُشق..لشخصي..لذاتي..لياغيز الإنسان و الطفل..ليس طمعا في
إسمي أو ثروتي أو نجوميتي" صمت ياغيز قليلا ثم أخذ يدها بين يديه و واصل"
هزان ..لقد رأيت فيك قوة و كبرياء و صدقا لم أرهم في أحد من قبل..المحيطون
بي إما منافقون يطلبون رضائي و يتحملون مني الإهانات طمعا في شيء قد
أتكرم به عليهم..أو حاقدون و مبغضون ينتظرون سقوطي لكي يشمتوا بي..أنت
الوحيدة التي استطاعت أن تلامس قلبي و أن تجبرني على النظر إليها بطريقة لم
أنظر بها إلى أية إمرأة من قبل..هزان..قد تستغربين ما ستسمعينه مني..لكنني
أريدك أن تصدقيه لأنه نابع من قلبي..هزان..أنا أحبك..جدا..كما لم أحب من قبل..و
أريد أن أتزوجك..أرجوك..لا ترفضي..تأكدي أنني لن أجبرك على شيء و لن أؤذيك
و لن أسمح لأحد بأن يؤذيك..هي فرصة أريدها لكي أعوضك عما فات..ماذا قلت؟"
نظرت إليه هزان و قد اختصر عليها كلامه طريقا طويلا كانت ستسلكه..لقد سهل
عليها الأمور كثيرا..وضعت يدها على يده و أجابت" أنا موافقة..لنتزوج" ابتسم ياغيز
بسعادة و احتواها بين ذراعيه و هو يضغط على جسمها بيديه..أغمض هو عينيه
مستمتعا بعناقها..فيما أبقت هي عينيها مفتوحتين و على شفتيها ارتسمت ابتسامة
نصر...

خطايا لا تُغتفرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن