40

2.6K 66 0
                                    

جلس ياغيز على كرسيه الهزاز و مرر يده على عنقه بضيق..تأفف و قال"
ألارا..ابتعدي عني..اتركيني لوحدي لو سمحت" جثت ألارا على ركبتيها أمامه و
وضعت يدها على وجهه و هي تقول" ياغيز..عزيزي..أنا أريد أن أكون بجانبك..لن
أزعجك و لن أنطق بأية كلمة..دعني أكون معك فقط" هز ياغيز رأسه بحزن و قال"
حسنا..ابقي" ابتسمت ألارا و نهضت..سكبت له و لنفسها كأسين من النبيذ ..مدت له
كأسه و جلست قبالته..ارتشف رشفة من نبيذه و تنهد بعمق..لمعت دمعة لؤلؤية
في عينيه و مرر أصابعه خلال شعره..نظرت إليه ألارا و قالت" ياغيز..هذه أول مرة
أراك هكذا..لا تبقى صامتا..أخرج ما في داخلك..أنا مستعدة لكي أسمعك" انهارت
دمعة سخية على خده و قال" أنا متعب و وحيد..لقد أحببتها كثيرا..أحببتها كما لم
أحب أحدا من قبل..عشقتها..أراها في كل مكان..أسمع صوتها في أذني..أعلم أنني
أخطأت في حقها كثيرا..ظلمتها و تجاوزت حدي معها..لكنني ندمت على كل ما
فعلته..و اكتشفت متأخرا جدا أنني واقع في حبها..و ماذا فعلت؟ لقد
تركتني..هجرتني..تخلت عني..خافت من أن تصبح مثلي..مغرورة و وقحة و
أنانية..أرادت أن تنقذ نفسها مني..معها حق..أنا آذيتها..و دمرت حياتها..لكنني
أحبها..و لا أستطيع أن أعيش من دونها..أريدها و أريد أن أكمل حياتي معها..أريدها
أن تكون زوجتي و أما لأولادي..أشعر أنني ضائع من دونها..و وحيد جدا" بقيت ألارا
جامدة في كرسيها تستمع إليه و تنظر إليه و هو منهار و حزين..لم تجد كلاما تقوله
له..وقف و دخل إلى غرفته و أغلق الباب خلفه..ارتمى على سريره بعد أن نزع
قميصه و ألقاه على الأرض و بقي عاري الصدر..احتست ألارا كأسها ثم فتحت
بابه..اطمأنت عليه ثم ذهبت إلى غرفتها..هناك..بكت بحرقة و هي تضع رأسها بين
يديها..هي تحبه كثيرا..لكنه يحب غيرها..ذلك المغرور الذي لم يعرف طعم الحب
من قبل..ذلك الذي لم تستطع أية إمرأة أن تهزمه أو تغلبه من قبل..هاهو يقع في
..الحب و يعاني من آلامه

في اليوم الموالي..استيقظت هزان باكرا ..ارتدت قميصا أسودا و سروالا أبيض
اللون و احتذت حذاء رياضيا ثم جمعت شعرها في شكل ذيل حصان ثم نظرت إلى
عنوان منزل ميلدا..استقلت سيارة أجرة و ذهبت إلى هناك..وصلت فوجدت نفسها
أمام قصر فخم يشبه قصور الأمراء..قام الحارس بإدخالها بعد أن أعلمته بإسمها و
بأن صاحبة القصر تنتظرها..دخلت هزان و هي تجول ببصرها هنا و هناك..حديقة
جميلة ملآى بشتى أنواع الزهور..مسبح كبير يتوسط الجهة الخلفية..بوابة داخلية
مزينة بخيوط ذهبية ..فتحت لها الخادمة الباب و أدخلتها إلى الصالون و هي تقول"
ستوافيك السيدة خلال لحظات" ..جلست هزان على الأريكة الفاخرة و هي تنظر
إلى التحف الجميلة و اللوحات الكبيرة المعلقة على الحيطان..سمعت وقع أقدام
على الدرج..التفتت لتجد نفس الشاب الذي رأته في المحل..شاب طويل و وسيم
( سرحات تايومان) ..نظر إلى هزان التي وقفت و قال" صباح الخير..تفضلي
بالجلوس.. سيدة هزان  اليس كذلك؟" هزت هزان رأسها و قالت" نعم" ابتسم و
قال" و أنا يمان..سررت بمعرفتك" و مد يده ليصافحها..صافحته و هي تقول" و أنا أيضا..شكرا لك" ..نادى يمان الخادمة و طلب منها أن تعد القهوة له و لها..جلس قبالتها و
قال" أتعلمين..من النادر أن تثق أمي بأحد بهذه السرعة و تدعوه إلى منزلنا..يبدو
أنها أحبتك و أحبت عملك" ابتسمت هزان و قالت" هذا شرف لي سيد يمان"
..نزلت أمه و هي ترتدي فستانا أخضرا جميلا و تزين جيدها بعقد ألماسي ( هاندان
أم كوزاي في عودة مهند) ..صافحت هزان و قالت" أرى أنكما
تعارفتما..هزان..ستشاركين في حفلة الليلة ..أليس كذلك؟" أجابت هزان" سيدة ميلدا
..لقد أتيت لكي أقوم بعملي..لا أستطيع البقاء لوقت متأخر" ابتسمت ميلدا و
قالت" لا أريد إعتراضا..ستبقين معنا و سنتولى إيصالك إلى المنزل..لا تقلقي"
..جلسوا جميعا يحتسون القهوة ثم انزوت هزان مع ميلدا في غرفتها و أخذت
تغسل لها شعرها و تصففه لها بالتسريحة التي اختارتها..

خطايا لا تُغتفرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن