.ودعت هزان عائلتها و عادت مع ياغيز إلى اسطنبول..في القصر..اجتمع ياغيز مع
بكير و أخبره أنه سيقوم بانتاج مسلسله الجديد لوحده..و طلب منه أن يتصل
بالمخرجين و الممثلين الذين اختارهم و يتوصل إلى اتفاق معهم..على عكس
ياغيز..لم يكن بكير متحمسا للفكرة..كان يخشى أن يتعرض عمل ياغيز للعراقيل و
للمشاكل و يخسر كل المال الذي سينفقه عليه..كان يشعر أنه يتعرض لحملة
تشكيك في قدراته التمثيلية و عرقلة لمشاريعه..لكنه لم يقدر على معارضته أو
احباطه و هو على هذا القدر من الحماس..غادر بكير بعد أن أخبر ياغيز بأنه
سيتصل بكل الأسماء التي اقترحها و سيعقد معهم جلسات عمل محاول التوصل
إلى اتفاق معهم..دخلت هزان غرفة المكتب لتجد ياغيز واقفا بجانب النافذة
فاقتربت منه و عانقته من الخلف واضعة رأسها على ظهره..قالت" حياتي..أنا أقدر حماسك لمشروعك الجديد..لكن..هل أنت
واثق مما تقوم به؟" هز ياغيز رأسه و أجاب" نعم..بكل تأكيد ..أنا واثق من ذلك..لن
أبقى تحت رحمة المنتجين الذين تنكروا لي و رفضوا ترشيحي لأي عمل
قادم..سأثبت لهم أنني لا أنكسر و أنني قادر على انتاج أعمالي بنفسي..سأضعهم
في حجمهم الحقيقي و سأجعلهم يعرفون من هو ياغيز إيجمان..هل من السهل الاطاحة بنجم تركيا الأول؟ طبعا لا..بل مستحيل..سيرون ذلك بأم عينهم..سأنجح و لن أحتاج اليهم أبدا" لم ترد هزان أن
تزعجه بالتعليق على طريقته المتعجرفة و المغرورة في الكلام فعانقته بقوة و
قالت" حسنا حبيبي..و أنا معك..و سأدعمك و أساندك" صمتت قليلا ثم أضافت" هل
سيكلف انتاج المسلسل الكثير من المال؟" أجاب" أكيد..الإنتاج ليس بالأمر
السهل..انه يحتاج إلى الخبرة في التعامل و المال الوفير" ابتعدت هزان عنه و
أدارته نحوها و هي تقول" حياتي..إذا كنت تحتاج إلى مزيد من المال فأنا جاهزة
لكي أعطيك كل المال الذي منحه لي أبي" تغيرت ملامح ياغيز و أمسكها من يدها
غارزا أصابعه في جلدها و تكلم من بين أسنانه" هزان..هل جننت؟ هل ترينني
عاجزا عن توفير المال لكي آخذ مالك أنت؟ أنا ياغيز إيجمان..المال ليس مشكلة
بالنسبة إلي..هل فهمت؟ احتفظي بمالك أو افعلي به ماشئتي..و احذري أن تكرري
ما قلته مرة أخرى" حملقت هزان فيه و هي ترى طريقته القاسية في التعامل
معها فتمتمت" أنا آسفة..لقد أردت فقط أن أساعدك..أنت زوجي و من واجبي أن
أساعدك" هزها ياغيز بين ذراعيه و هو يقول" أنا لم أطلب مساعدتك..لست بحاجة
لمساعدة أحد..افهمي ذلك" تركها فبقيت هزان تفرك مكان آثار أصابعه على جلدها و هي تحاول منع دموعها من الإنهمار..
أنت تقرأ
خطايا لا تُغتفر
Romanceكلنا بشر..و كلنا نخطئ..و نقترف أخطاء بحق أنفسنا ..أو بحق غيرنا..لكن الخطايا تختلف..فهناك أخطاء صغيرة و بسيطة..يسهل التغاظي عنها..و غفرانها..و هناك خطايا كبيرة..و مؤلمة..خطايا لا تغتفر..و لا تنسى بسهولة..و المسامحة و الغفران من شيم كبار النفوس و الكر...