1

14.2K 173 17
                                    

وقفت هزان في صالون الحلاقة الذي تشتغل فيه تصفف شعر إحدى الزبائن
اللواتي تعودن على المجيء إليها..أنهت عملها فابتسمت المرأة و هي تنظر إلى
نفسها في المرآة ثم قالت" ..سلمت يداكي..أنت الوحيدة التي تعرف
ما أحب و تجعلني أبدو أجمل..شكرا لك عزيزتي" و وضعت لها بعض المال في
يدها كإكرامية لها ثم خرجت..وضعت هزان المال في جيبها و هي تنظر إلى بتول
ابنة عمها و صديقتها الوحيدة ..جاءتا معا من الضيعة البعيدة التي كانتا تعيشان فيها
رفقة عائلتيهما..عائلة شامكران الأصيلة و الصعبة المراس..عائلة تتمسك بالتقاليد
و العادات و تعتبر الشرف أغلى من الذهب و الروح تهون لأجله..عانت هزان و
بتول كثيرا من أجل إقناع العائلة بالذهاب إلى إسطنبول و العمل فيها..فالحياة
منعدمة بالنسبة للفتيات هناك..تدرس إلى المرحلة الثانوية ثم تقبعن في البيوت
إلى أن يتزوجن..محبة أمين شامكران الكبيرة لإبنته هزان جعلته يخالف تقاليد
العائلة و يسمح لها بالذهاب إلى إسطنبول لكنه اشترط أن تذهب بتول معها و أن
يزورها أخوها ياسين في نهاية كل أسبوع لكي يطمئن عليها..اكترى لهما والدها
شقة صغيرة في بناية قريبة من محل الحلاقة الذي تعملان فيه..توقفت سيارة
مرسيدس سوداء أمام المحل و نزلت منه إمرأة جميلة ( أندر في مسلسل المد و
الجزر) ..نزعت النظارات الشمسية السوداء التي كانت ترتديها و دخلت..قالت"
أين هي صاحبة المحل؟ " ..خرجت إليها السيدة كريمة و قالت" تفضلي سيدتي..أنا
كريمة..صاحبة المحل" صافحتها المرأة و قالت" أنا الممثلة ميرفت أتانلي..لدي
تصوير بعد ساعة و كوافيري الخاص لم يأتي..أريدك أن تخصصي لي أحسن حلاقة
عندك لكي تعتني بي" التفتت كريمة إلى هزان و قالت" هزان..اهتمي بالسيدة
ميرفت" هزت هزان رأسها و قالت" تمام كريمة هانم" ..جلست ميرفت أمام
المرآة و شرحت لهزان ماذا تريد بالضبط فانطلقت تصفف لها شعرها بطريقة
مميزة و ما إن أنهت هزان عملها حتى علا الإعجاب ملامح المرأة و قالت" يدك
سريعة و عملك ممتاز ..لقد أعجبتني حقا" ابتسمت هزان و هي تقول" شكرا لك
سيدتي" مدت ميرفت يدها إلى هزان و فيها بعض المال ثم قالت" اسمعي..لقد
أعجبني عملك جدا..و نحن في حاجة إلى حلاقة في موقع التصوير..مارأيك أن تأتي
للعمل هناك؟" صمتت هزان قليلا ثم قالت" سيدة ميرفت..أنا .." قاطعتها" يمكنك
أن تكسبي الكثير من الأموال..تستطيعين مواصلة عملك هنا و العمل هناك بصفة
جزئية" أجابت" سأفكر و أجيبك" ابتسمت ميرفت و قالت" هذا رقمي..اتصلي بي"
و خرجت..اقتربت بتول من هزان و قالت" لقد سمعت حديثكما.لا ترفضي"

خطايا لا تُغتفرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن