61

3.3K 59 0
                                    

في الصباح..ركب ياغيز سيارته صحبة هزان و انطلقا نحو الضيعة..في
الطريق..كان ياغيز منشغلا بالإتصال ببكير لكنه لم يرد عليه..تأفف ياغيز بضيق و
بدا الإنزعاج واضحا على وجهه..كان ينتظر خبرا مفرحا من بكير بخصوص أعمال
جديدة إثر جلسته مع المنتجين..لكنه لم يجب على اتصالاته ..وضعت هزان يدها
على يد ياغيز و قالت" حبيبي..لا تقلق..ستتحسن الأوضاع و ستتلقى الأخبار السعيدة
التي تنتظرها" ربت ياغيز على يدها و ابتسم ابتسامة باهتة و لم يقل شيئا..وصلا
بعد ساعة إلى الضيعة..صفوف من الناس اصطفت على جانبي الطريق
لاستقبالهما و أمام منزل والديها..وقف أبوها و أخوها مع كبار رجال الضيعة و
شيوخها..ترجل ياغيز و هزان من السيارة فأسرعت هزان تقبل يد والدها و
تعانقه..عانقها أبوها بقوة و هو يقول"مرحبا يا ابنتي..أهلا بك و بزوجك بيننا" ثم
التفت إلى ياغيز و صافحه و هو يقول" أهلا بك بني" نظرت هزان إلى ياغيز و
أشارت له بأن يقبل يد والدها كما جرت العادة..تردد ياغيز للحظة ثم أمسك يد
أمين و وضع ذقنه عليها ثم لامس بها جبينه..دخلت هزان لترى أمها و بتول فيما
رافق ياغيز رجال الضيعة إلى غرفة الإستقبال الواسعة..قبلت هزان أمها و بتول و
عانقتهما مطولا ثم أخذت تراقب جلسة الرجال من النافذة ..كان ياغيز يجلس على
يمين أمين..صب أخوها القهوة و قدمها للموجودين كما جرت العادة..أخذ رجال
الضيعة يطرحون الأسئلة على ياغيز بخصوص عمله و حياته و هو يجيب محاولا
السيطرة على أعصابه لكي لا ينفجر في وجوههم..كان يشعر أنه في جلسة
تحقيق..قال أمين" لقد جهزنا كل شيء لكي نحتفل بزواجكما هنا..الليلة سيكون
الحفل في ساحة الضيعة بحضور كل الأهالي" نظر ياغيز إلى هزان التي كانت تقف
قبالته و تطل عليه من النافذة..هزت رأسها فقال" تمام..كما تريد" ..ذبحت الذبائح
و أعدت الولائم و اجتمع كل أهل الضيعة في منزل أمين..قامت النسوة بإلباس
هزان لباس الضيعة المتوارث..فستان أبيض مزين بشريط أحمر في المنتصف و
طرحة بيضاء تغطي وجهها..أما ياغيز فألبسوه سروالا واسعا و قميصا أبيضا فوقه
سترة سوداء و قاموا بلف عمامة فوق رأسه..خرج العروسان إلى الساحة
فانطلقت الزغاريد و الطلقات النارية في الهواء ..ثم تقدمت فرقة شعبية تدق
..الطبول و المزامير فيما غصت الساحة بالرجال و النساء اللواتي ترقصن الدبكة..

خطايا لا تُغتفرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن