34

2.5K 71 0
                                    

صمت ياغيز قليلا ثم قال" الخبر الذي انتشر صحيح..نعم..لا تستغربوا..الخبر
صحيح..أنا فتى يتيم منذ أن كنت صغيرا..توفي والدي و تزوجت أمي من جديد و
تركتني..لم تكن فترة طفولتي و شبابي سعيدة أو مريحة كما يتصور البعض..لقد
كافحت كثيرا و تعبت و تعذبت لكي أصنع هذا الإسم و هذه الشهرة..قد أكون
أخطأت لأنني أنكرت وجود أمي و أخبرت الجميع أنها ميتة..لكنها كذلك بالنسبة
إلي..لا تربطني بها أية علاقة..و لا أتواصل معها أبدا..أعلم أن ما عرفتموه قد يشوه
صورتي في نظركم و يسيء إلي..لكن هذه المواضيع تخصني لوحدي و أكره
النبش في حياتي الخاصة..أعلم أنني نجم و حياتي ملك للجمهور و
للصحافة..لذلك..أريد أن أعلن أمامكم عن خبر سعيد يخصني..أردت أن أشارككم
إياه..زواجي أنا و حبيبتي هزان في نهاية الأسبوع..تمنوا لنا السعادة..و شكرا
لحضوركم" ضج الصحفيون بين مبارك للعلاقة و لموضوع الزواج و بين أسئلة تخص
أمه و أخاه..استقبل ياغيز بعض الأسئلة و أجاب عليها برحابة صدر ..التقط
المصورون صورا لياغيز و هزان و تناقلت معظم القنوات الخبر السعيد مصحوبا
بالصور..و بذلك نجح ياغيز في تحويل العاصفة التي كانت ضده إلى عاصفة من
التهاني و المباركات بمناسبة زواجه الوشيك..خرج ياغيز و هزان و اتجها إلى مطعم
فاخر في قلب مدينة اسطنبول لتناول الغداء..كان الإرتياح باديا على وجه ياغيز بعد
أن تخلص بأقل الأضرار الممكنة من ثقل الخبر الذي انتشر في الجريدة..طلب
ياغيز شرائح لحم لأن لديه حساسية من السمك و سأل هزان عما تريده فأخبرته
أنها تحبذ شرائح اللحم مثله و رقائق البطاطا..تناولا طعامهما و أخذا يتحدثان عن
تحضيرات الزواج الذي أصر ياغيز على أن يكون في أفخم فنادق اسطنبول و أن
يدعو كل معارفه و الإعلاميين و المشاهير..صمتت هزان و بدا الحزن جليا على
ملامحها ففهم ياغيز أنها تفتقد إلى أهلها و تتمنى حضورهم في ذلك اليوم المميز
فوضع يده على يدها و قال" حبيبتي..أعدك أن أفعل كل ما بوسعي لكي أصلح علاقتك مع أهلك..لا تحزني.."..

خطايا لا تُغتفرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن