70

2.3K 59 1
                                    

جلس ياغيز بجانبها على حافة السرير و همس" هزان..أنا آسف..لم يكن يجب أن
أتركك لوحدك في ليلة مميزة كهذه..لكن..صدقيني..لم أرد لأنانيتي أن تتغلب على
حبي لك..لم أرد أن أسرق منك الأضواء بقدومي..أردت للنجاح أن يكون نجاحك
الخاص..افتتاح صالون التجميل الخاص بك كان حلمك الكبير..و أنا سعيد جدا لأنك
حققته..لو قدمت لكانت الصحافة قد اهتمت بي و سألتني و لم تهتم بك و
بمشروعك..أنا آسف..هذا ما فكرت به وقتها..و أعلم أن تفكيري كان
خاطئا..هزان..انظري إلي..لا تتجاهليني أرجوك..لا أحتمل ذلك" غطت هزان وجهها
بالملاءة و اختفت تحتها..كانت غاضبة و محبطة..و لم تكن تقوى على سماعه أو
النظر إليه..فهم ياغيز أنها لا تريد أن تتحدث معه فنهض..غير ملابسه و استلقى
على الأريكة..ليلة باردة لا حياة فيها..بينهما هوة سحيقة لا يمكن ملؤها بالكلام أو
النظر..فراغ احتل القلوب و العقول و برود سيطر على الغرفة..لم ينم ياغيز و لم
يغمض له جفن..كان يعلم أنه أخطئ كثيرا في حقها..يعلم أنه خيب ظنها و آذاها
بقصد أو من دون قصد..يعلم أنه كان من الضروري أن يكون بجانبها و أن يدعمها و
أن يساندها لأن الحب هكذا..دعم و مساندة و مشاركة للحظات الفرح و
الحزن..أما هو..فغارق في حبه لنفسه..في غروره..في عجرفته..في اسمه و
مكانته و شهرته..تعلقت عيناه بها و هي تتقلب في فراشها..ازاحت الغطاء عنها
فأسرع لتغطيتها مرة أخرى..داعب وجهها و خصلات شعرها المنسدلة على
الوسادة..و نزلت دمعة كبيرة من عينيه..لا يحتمل أن يعيش لحظة واحدة من
دونها..ستكون حياته جحيما لو اختفت لساعة واحدة..عاد للإستلقاء على الأريكة و
أغمض عينيه..في الصباح..استيقظ متأخرا لأنه لم ينم إلا ساعة واحدة ..نظر إلى
السرير فلم يجدها هناك..انتفض واقفا خشية أن تكون قد تركته..فتح الخزانة فرأى
ملابسها مازالت هناك فابتسم بسعادة..في المشفى..تسلمت هزان نتيجة التحاليل
..التي قامت بها..فتحتها و تأكدت مما كانت تشك به..إنها حامل..

خطايا لا تُغتفرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن