انهار ياغيز جالسا على كرسيه الهزاز و هو ينفخ دخان سيجارته في الهواء..هاتفه
لم يتوقف عن الرنين طوال اليوم..صحفيون..زملاء ممثلين..مخرجون..منتجون..و
غيرهم..لكنه لم يرد على أحد..هي الوحيدة التي أجاب على اتصالها..كان من
المفروض أن يخرجا معا و يقضيا اليوم سوية..لكن..و بعد الخبر الذي هز
الدنيا..صار من المستحيل أن يغادر ياغيز القصر إلى حين عقده لندوة صحفية
يحاول فيها توضيح الأمر للرأي العام..قال" هزان..حياتي..تعالي إلى القصر..أنا
أحتاجك كثيرا" قالت" حسنا..أنا قادمة" ..بعد ساعة..دخلت هزان من الباب الخلفي
للقصر لأن البوابة الأمامية كانت تعج بالصحفيين..اعترضها ياغيز فاتحا ذراعيه و
عانقها بشدة..كان فعلا بحاجة إليها و إلى وجودها بجانبه..دخلا معا إلى
القصر..سألها" هل رأيت الأخبار؟" هزت رأسها و قالت" نعم..رأيتها مع الأسف..لا
تقلق..سيتحدثون عنك يوما أو يومين ثم سينسون" ابتسم ياغيز و قال" ليت الأمر
كان بهذه البساطة..أنا نجم مشهور يا هزان..و أن يذكر إسمي في فضيحة كهذه
..أمر يهدد مستقبلي الفني ..أنا مجبر على توضيح كل شيء للصحافة" وقفت هزان
بجانبه و وضعت يدها على كتفه و هي تقول" ياغيز..لا تختفي من الناس..واجههم و
اروي الحكاية من قلبك..و أتوقع أن الناس سيتفهمون موقفك و سيعذرونك" نظر
إليها ياغيز و قال" فعلا..معك حق..هذا ما سأفعله" صمت قليلا ثم أضاف" شكرا
لوجودك معي..سأستحم و أغير ملابسي و أخرج لكي أعقد ندوة صحفية" ..صعد
ياغيز إلى غرفته فيما بقيت هزان تحتسي قهوتها في الصالون..اتصل ياغيز ببكير و
طلب منه تجهيز كل شيء و استدعاء الصحفيين و أشهر القنوات لكي يتكلم
..أمامهمأنهي ياغيز حمامه و ارتدي بدلة زرقاء اللون و ألقى على نفسه نظرة إطمئنان
على المرآة و نزل..كانت هزان واقفة أمام النافذة و تنظر إلى الصحفيين الذين
كانوا يقفون أمام البوابة الحديدية ..وقف ياغيز خلفها و وضع رأسه على كتفها و
قال" هزان..أريدك أن تكوني معي أمام الصحفيين في الندوة الصحفية" نظرت إليه
هزان عبر زجاج النافذة و سألت" لماذا؟" أجاب" لأنني أستمد قوتي منك و من
وجودك بجانبي..ثم ..أفكر أن أعلن علاقتنا رسميا أمامهم" التفتت هزان إليه و
قالت" تمام..مع أنني أكره الظهور أمام الصحافة..ثم لا تنسى أنني وقعت في
نفس ما وقعت فيه..لكن مع اختلاف بسيط أن ما كتب عني كان تلفيقا و كذبا ..و
ما كتب عنك حقيقة" تنهد ياغيز بعمق و همس" أنا آسف حبيبتي..لا أعلم إن كان
الإعتذار قد يكفي..لكن..انظري..هاقد وقعت في نفس ما وقعت فيه..ربما
تكون هذه هي العدالة الإلهية" صمتت هزان للحظة ثم همت أن تخبره أنها هي من
قام بنشر الخبر لكن دخول بكير منعها..قال"سيد ياغيز ..كل شيء جاهز..المؤتمر
بعد نصف ساعة" أمسك ياغيز يد هزان و قال" نحن جاهزون" ..أمام
الصحفيين..جلس ياغيز و بكير و هزان..قال ياغيز" مرحبا بكم جميعا..كما
تعرفون..لقد انتشرت أخبار تخص حياتي الخاصة..و أنا جمعتكم هنا لكي أوضح لكم
ما حدث..سأحدثكم من قلبي إلى قلوبكم..و أتمنى أن تسمعوني بها..و ليس فقط بآذانكم"..
أنت تقرأ
خطايا لا تُغتفر
Romanceكلنا بشر..و كلنا نخطئ..و نقترف أخطاء بحق أنفسنا ..أو بحق غيرنا..لكن الخطايا تختلف..فهناك أخطاء صغيرة و بسيطة..يسهل التغاظي عنها..و غفرانها..و هناك خطايا كبيرة..و مؤلمة..خطايا لا تغتفر..و لا تنسى بسهولة..و المسامحة و الغفران من شيم كبار النفوس و الكر...