15

2.9K 76 0
                                    

في زاوية منعزلة من حديقة القصر..جلست هزان و هي تحاول السيطرة على
أعصابها..يستفزها ياغيز بتصرفاته الوقحة و يحاول إفقادها عقلها..وقف أحمد
بجانبها يحمل طبقا عليه كأسا من الشاي و قدمه لها و هو يقول" تبدين منزعجة
هزان هانم..تفضلي" رفعت رأسها إليه..ابتسمت و أخذت كأس الشاي و ارتشفت
منه رشفة كبيرة ثم قالت" شكرا لك" جلس بجانبها و قال" أعلم أن العمل متعب و
شاق لكن ليس بوسعنا سوى أن نتحمل..أنت فتاة مثابرة و عملك مميز..حاولي ألا
تتأثري بتصرفات ياغيز باي..إنه هكذا دائما..لكن أظن أن بداخله قلبا طيبا لا يسمح
له بالظهور" وقفت هزان و قالت" لا يعنيني لا هو و لا قلبه..أريد أن أعمل و أن
أعيش حياة هادئة فقط" ابتسم أحمد و قال" كلنا كذلك" و ربت على يدها و
ابتعد..غير بعيد عنهم ..كان ياغيز يؤدي مشهدا في شرفة القصر..و رأى وقوف
هزان مع أحمد و كيف لامس يدها..فاضطر إلى إعادة المشهد لأنه نسي
الكلام..طلب من المخرج راحة لعشر دقائق و نزل إلى الحديقة حيث كانت هزان
تتحدث على الهاتف..سمعها تقول" تمام جنم..سأنتظرك في نهاية الأسبوع
كالعادة..إلى اللقاء" ..أنهت مكالمتها و التفتت لترى ياغيز يقف أمامها..همت
بالإبتعاد عنه لكنه أمسكها من ذراعها و هو يقول" أرى أنك مازلت هنا" رفعت هزان
حاجبها باستغراب و قالت" و أين من المفترض بي أن أذهب؟" ضغط على ذراعها
بأصابعه و تمتم" يجب أن تذهبي من هنا..أن تبتعدي من أمامي..يجب أن تخافي
مما قد يحدث لك هنا..يجب أن تهربي" ضحكت هزان و هي تحاول أن تتجاهل الألم
الذي شعرت به جراء ضغط أصابعه على ذراعها ثم قالت" أتعلم..أنت مسكين
كبير..أنا لا أخافك..افهم هذا..أنا لم أخطئ بحقك..أنت من فعل ذلك و تجاوزت
حدودك معي و لقيت ما تستحقه..لذلك يجدر بك أن تعتذر" زاد ياغيز من ضغط
أصابعه عليها و تكلم من بين أسنانه" أنت وقحة جدا..أنت صفعتني و جرحتني و
أهنتني أمام الموجودين..و لن أنسى ذلك..و لن أطلب منك المغفرة..بل سأجعلك
تدفعين الثمن غاليا..تأكدي من ذلك" أبعدت هزان يده عنها و قالت" افعل ما
شئت..لن أنهزم أمامك لأنني لم أخطئ في حقك" قال" استعدي لما سيحدث إذا..و
يجب أن تحذري حبيبك القادم في نهاية الأسبوع مني و مما قد أفعله بك أمامه"
رمقته هزان بنظرة حادة ثم تجاوزته و ذهبت إلى كرفان ميرفت..بقي ياغيز في
مكانه ..ملامحه عابسة و الغضب باد على وجهه..تقدم منه المخرج و أعطاه حوار
المشهد لكي يحفظه..أخذه منه و ابتعد عنه..استغرق وقتا طويلا على غير عادته
..لكي يحفظ الحوار..ثم أدى المشهد و غادر موقع التصوير مسرعا..

خطايا لا تُغتفرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن