عانقت ميرا هزان بشدة و هي تقول" هزان..لقد أحببتك كثيرا..هل تصبحين
صديقتي؟" ابتسمت هزان و أجابت" طبعا..بكل تأكيد..منذ اليوم..سنكون
صديقتان..هذا رقم هاتفي..اتصلي بي متى شئتي" نظر إليهما لافانت بسعادة و
قال" أيتها الفتيات..هيا..انهيا هذه الرومانسية لكي نأكل المرطبات" ضحكت
هزان و قالت" أيها الغيور..لا تقلق..لن أسرق منك أختك" ..فتح لافانت الموسيقى و
قامت ميرا بتقطيع الكعكة و أخذوا يتناولون المرطبات و هم يضحكون و يمزحون
معا..نظرت هزان إلى ساعتها فوجدت أنها تشير إلى العاشرة ليلا..وقفت و قالت"
لقد تأخر الوقت..يجب أن أذهب..اسمحوا لي" وقف لافانت و قال"
تمام..سأوصلك" التفتت هزان إلى ميرا و قبلتها و هي تقول" عزيزتي..اعذريني لأنني
لم أحضر لك هدية..لكنني سأعوض هذا في المرة القادمة..و كما أخبرتك..اتصلي
بي متى أردت" هزت ميرا رأسها و قالت" هزان..أنت الهدية التي لطالما تمنيت
الحصول عليها..شكرا لك" ودعتها هزان ثم خرجت صحبة لافانت..في الطريق إلى
المنزل..نظر إليها لافانت و قال" هزان..أعجز عن التعبير لك عن شكري..لقد
نجحت فيما فشلنا فيه جميعا..انها المرة الأولى التي ارى فيها أختي سعيدة بتلك
الطريقة..لقد استطعت أن تكسبي قلبها بسرعة..شكرا جزيلا لك" ابتسمت هزان و
قالت" لا داعي لشكري..لقد سعدت كثيرا بالتعرف على ميرا..انها فتاة
مميزة..شكرا لك أنت لأنك عرفتني عليها" قال" و أنت انسانة رائعة هزان" ..وصلا
إلى مدخل البناية..فودعت هزان لافانت و ترجلت من السيارة..و ما ان وصلت إلى
..باب شقتها حتى وجدت ياغيز واقفا أمامه ..نظرت هزان إليه و سألت" ياغيز..ماذا تفعل هنا؟" أجاب" أريد أن أتحدث معك لو
سمحتي" فتحت هزان الباب و قالت" تفضل" ..دخل و بقي واقفا فأشارت له هزان
بالجلوس و هي تقول" هل تشرب شيئا؟" هز ياغيز رأسه و قال" لا ..لا أريد شيئا"
جلست هزان قبالته و قالت" أنا أسمعك" تنهد ياغيز بعمق و نظر إليها ثم قال
بصوت مبحوح" هزان..أعلم أنني آذيتك كثيرا و أخطأت بحقك..لم أقدرك و لم
أعاملك كما تستحقين..لم أقدر حبك و دعمك لي..أنا آسف..أنا حقا آسف..و أريد
أن أتحدث معك بصدق..هزان..أنا أحبك..حقا..أحبك كثيرا..لكنني لم أنجح يوما في
التعبير عما أحس به تجاهك بالأفعال..أفعالي كانت طوال الوقت نابعة من أنانيتي و
غروري..لكن..أعدك بأن كل هذا سيتغير..يكفي أن تعطيني فرصة أخرى..لا
تنفصلي عني و لا تتركيني..لا معني لحياتي من دونك..أريد أن نبدأ معا من جديد..أن
نفتح صفحة جديدة..نكون فيها عائلة حقيقية" وقف ياغيز و جلس بجانبها..أمسك
يديها و همس" هزان..أريد أن نتعامل مع بعض كأننا نتعرف على بعض من
جديد..كأننا لم نتقابل معا و لم نؤذي بعضنا البعض..أعلم أنه لن يكون من السهل
عليك أن تثقي بي من جديد أو أن تغفري لي ما مضى..لكنني أطمع أن تعطيني
فرصة..و أعدك أنني لن أخذلك مجددا" همت هزان بالكلام لكنه وضع اصبعه على
شفتيها و قال" لا تقولي شيئا..سأترك لك بعض الوقت لكي تفكري مليا..و سأنتظر
إجابتك بفارغ الصبر" ثم قرب شفتيه من جبينها و قبلها بحنان..وقف و مد لها
صندوقا صغيرا و هو يقول" هذه هدية صغيرة..أتمنى أن تعجبك" ..أخذت هزان
الصندوق منه و قالت" شكرا لك" ..ابتعد ياغيز إلى الباب و هم بالخروج لكنه توقف
و قال" هزان..هل لي بسؤال؟" هزت رأسها أن نعم فسأل" لماذا ذهبت اليوم إلى
منزل لافانت؟" ابتسمت هزان و أجابت" لقد ذهبت لتصفيف شعر أخته بمناسبة
عيد ميلادها" ابتسم ياغيز بسعادة و قال" شكرا لأنك أجبتني..أعتذر ..كان من
المستحيل ألا أسأل..كانت غيرتي ستقتلني لو لم أسمع هذه الإجابة" ثم غمزها و
هو يقول" تصبحين على خير يا عشقي" أجابت" ليلة سعيدة" ثم تابعت خروجه و قلبها يكاد
يتوقف من سعادتها..تذكرت الصندوق الذي أعطاها إياه..فتحته..فإذا فيه عقد ذهبي
على شكل نجمة و معه بطاقة كتب فيها" إلى نجمة حياتي المضيئة..أحبك
جدا..أتمنى أن نكون معا مجددا و أن نعيش حبنا الكبير..أعدك أن القادم سيكون أجمل..ياغيز.."
أنت تقرأ
خطايا لا تُغتفر
Romanceكلنا بشر..و كلنا نخطئ..و نقترف أخطاء بحق أنفسنا ..أو بحق غيرنا..لكن الخطايا تختلف..فهناك أخطاء صغيرة و بسيطة..يسهل التغاظي عنها..و غفرانها..و هناك خطايا كبيرة..و مؤلمة..خطايا لا تغتفر..و لا تنسى بسهولة..و المسامحة و الغفران من شيم كبار النفوس و الكر...