خطايا لا تُغتفر

27

خرجت هزان من الكرفان و هي على ثقة تامة بأن ياغيز سيلحق بها و سيمنعها من
الذهاب..لأنها تأكدت من تأثيرها فيه و من وجود جانب عاطفي لديه ينجح في
إخفاءه عن الجميع..ابتسمت و هي تسمع صوته يناديها"
هزان..توقفي..لا تذهبي" عادت إلى ارتداء قناع الهزيمة و الإنكسار و
الحزن و التفتت إليه و هي تسأل" مالأمر سيد ياغيز؟ ماذا تريد مني؟" أمسكها ياغيز
من ذراعها و قال" هزان..لا تذهبي..أعدك أنني لن أزعجك مجددا..واصلي عملك
هنا و سأحاول مساعدتك بكل الطرق الممكنة..المهم ألا ترحلي" سألت هزان" و
لماذا تفعل هذا سيد ياغيز ..ان كنت تريد أن تنهي انتقامك فتأكد أنني لم يعد لدي ما
تأخذه مني..أرجوك..ارحمني و دعني أذهب" و حاولت التحرك لكنه منعها..ضغط
على ذراعها بأصابعه و قال" لا..أعدك أنني لن أؤذيك مرة أخرى..لقد انتهى
الإنتقام..صدقيني..لا أريدك أن تخسري أكثر بسببي..حافظي على عملك هنا و
ابقي في اسطنبول..لا تذهبي إلى أي مكان آخر..أريد أن أعوضك عن كل ما جعلتك
تفقدينه" ضحكت هزان و قالت" ليت الأمر بالسهولة التي تتخيلها..لن تستطيع أن
تفعل ذلك..عائلتي هي كل حياتي و أنت جعلتني أخسرها..أرجوك ياغيز باي..دعني
أذهب..لم يعد هناك ما يبقيني هنا" تنهد ياغيز بعمق و همس" بلى..هناك ما يبقيك
هنا..أنا" رفعت هزان حاجبها استغرابا و سألت" ماذا؟ أنت؟ كيف؟" أجاب" هل
نسيت أننا حبيبان أمام الصحافة؟ و إذا ذهبت من هنا فسيلاحقونك و لن يدعوك
تعيشين في سلام..أما عن عائلتك..فسأحاول أن أجعلهم يتفهمون الموقف و
يسامحونك" هزت هزان رأسها و هي تقول"لا..مستحيل..لن يقبلوا بذلك..لا
تنسى أنني أسأت إلى سمعة العائلة و.." وضع ياغيز إصبعه على شفتيها لكي
يسكتها و قال" لنتزوج..هذه هي الطريقة الوحيدة لكي نجعلهم يسامحونك و
يستقبلونك من جديد..لا تنظري إلي هكذا..ليس في الأمر مكيدة أو كذب..دعينا
نتزوج..أنا واعي لما أطلبه منك..مارأيك؟" صمتت هزان طويلا فقال ياغيز"
هزان..أنا أريد أن أساعدك و أعوضك ولو قليلا عما مضى و عن أخطائي التي
ارتكبتها في حقك..أعلم أنك تكرهينني و لا تستطيعين نسيان ما فعلته معك..لكنني
أرى أن زواجنا هو الحل الوحيد لكي نجبر أهلك على مسامحتك..يجب أن يفهموا
أن علاقتنا جدية و أننا لم نكن نتسلى..سأدعك تفكرين ..لكن عديني أولا أنك لن
"تذهبي إلي أي مكان..ابقي هنا..ابقي معي..."