في اليوم الموالي..عادت بتول إلى عملها أما هزان فبقيت في المنزل تنظفه و
تلهي نفسها عن التفكير..ثم تذكرت أن ميرفت وعدتها بمساعدتها..جرت نحو
الهاتف و أخبرتها بما جرى فطلبت منها أن تأتي إلى موقع التصوير و عرضت عليها
أن تصبح الكوافير الخاصة بها..فرحت هزان بذلك متناسية أنها ستضطر لرؤية
ياغيز كل يوم هناك و لمواجهته..ارتدت سروالا أبيضا ممزقا حيث الركبتين و قميصا
أحمر اللون يلتصق بصدرها و ياقته مفتوحة ..رفعت شعرها إلى الأعلى و احتذت
حذاء أحمر اللون..حملت حقيبتها و ذهبت إلى موقع التصوير..هناك..اعترضتها
ميرفت و أدخلتها إلى الكرفان الخاصة بها..قالت هزان" ميرفت هانم..شكرا لك
على مساعدتك لي..أتمنى ألا أتسبب لك في مشكلة مع ذلك المغرور" هزت
ميرفت رأسها و هي تقول" ليس من حقه أن يتدخل في شؤوني الخاصة..قد
تتعرضين لمضايقاته و لتصرفاته الفظة..لكنني أتمنى ألا تردي الفعل..لأنك بذلك
ستعطينه الحق في طردك من هنا" صمتت هزان قليلا ثم قالت" تمام ميرفت
هانم..لن أخذلك أبدا" جلست ميرفت أمام المرآة و قالت" عزيزتي..انظري إلى
هذا الموديل..أريدك أن تصففي لي شعري بنفس الطريقة" ابتسمت هزان و
قالت" لا تقلقي..ستكونين أحلى من الموديل" و انطلقت تعمل بجد..أمام مدخل
القصر الذي يصورون فيه..توقفت سيارة ليمبرجيني سوداء اللون و نزل منها
ياغيز..توقف للحظات يلتقط الصور مع المعجبات اللواتي غص بهن المكان..ثم
دخل إلى القصر..أنهت هزان تصفيف شعر ميرفت و وضعت لها
المساحيق..ابتسمت ميرفت إبتسامة عريضة و هي تنظر إلى نفسها في
المرآة..ثم قالت" هذا رائع..هزان..أنا سعيدة جدا لأنك هنا" ثم فتحت حقيبتها
الصغيرة و أخرجت منها بعض المال وضعته في يد هزان..قالت هزان" لكن.."
قاطعتها" هزان..لا تقولي شيئا..هذا نظام العمل بالنسبة إلينا..عند كل تصفيفة شعر
تحصلين على مبلغ معين ..و أنت تستحقين أكثر من هذا بكثير" ابتسمت هزان و
هي تقول" شكرا لك سيدتي" همت ميرفت بالخروج ثم التفتت إلى هزان و قالت"
نادني ميرفت..ميرفت فقط" تابعتها هزان و هي تفتح باب الكرفان و تخرج..حمدت
الله كثيرا لأنها تعرفت على هذه المرأة الطيبة و الراقية..اتصلت ببتول و أخبرتها
بأنها حصلت على عمل ففرحت بتول بذلك جدا و أوصتها أن تحذر من ياغيز..سمعت
هزان صوت ياغيز العالي يصيح و يقول" أين هو كوافيري الخاص؟ لماذا لم يأتي
إلى الآن؟ هذا استهتار غير مقبول..احضروا لي أي حلاق موجود هنا..بسرعة"
اختبأت هزان في الكرفان و لم تغادرها..بعد لحظات..فتح ياغيز الباب و ألقى نظرة
..على الداخل ثم ارتفع حاجبه استغرابا عندما وجد هزان تقف هناك..
أنت تقرأ
خطايا لا تُغتفر
Romanceكلنا بشر..و كلنا نخطئ..و نقترف أخطاء بحق أنفسنا ..أو بحق غيرنا..لكن الخطايا تختلف..فهناك أخطاء صغيرة و بسيطة..يسهل التغاظي عنها..و غفرانها..و هناك خطايا كبيرة..و مؤلمة..خطايا لا تغتفر..و لا تنسى بسهولة..و المسامحة و الغفران من شيم كبار النفوس و الكر...