77

2.2K 57 0
                                    

طأطأت أمه رأسها و همست" و أنا أيضا أحمل وزر أخطاءك و عيوبك لأنني لم أكن
معك..لم أحميك من نفسك..لم أوفر لك العطف و الحنان..لم أقوم اعوجاجك و لم
أصلح أخطاءك..سامحني يا بني..أنا أيضا مسؤولة عن ذلك..لكنني أقسم لك أن
غايتي كانت حمايتك فقط..لم أحسب حسابا لما سيحدث عندما أكون بعيدة
عنك..حميتك من الموت و الكره و البغض..و لم أتمكن من حمايتك من نفسك و
من الأنا العالية التي سيطرت عليك و نغصت حياتك" اقترب منها ياغيز و وضع
رأسه على صدرها و هو يقول" لا تلومي نفسك يا أمي..أنا الملوم الوحيد..أنا من
ضيعت حب حياتي من يدي..أنا" و بح صوته و غص بريقه ثم سالت دمعة حارة على
خده فضمته أمه بين ذراعيها و راحت تداعب خصلات شعره و هي تقول" حسنا بني..لا تحزن..الحزن لن يفيدك في شيء..هاقد عرفت خطأك..اسعى إلى إصلاحه
و استعد هزان و اكسب ثقتها من جديد..هي تحبك كثيرا و إذا رأت منك تغيرا
حقيقيا و صدقا فستسامحك و تعطيك فرصة أخرى..أنا واثقة من ذلك" هز ياغيز
رأسه و قال" نعم..معك حق..سأفعل كل ما يجب لكي أستعيدها..لا أستطيع أن
أعيش من دونها" نظرت إليه أمه و سألت" و عملك؟ ماذا ستفعل لكي تتدارك
الخسارة و تقف من جديد؟" أجاب" سأجد حلا..لكنني أشك أن هناك شخصا يريد
أن يعرقلني و يحطم نجاحاتي و نجوميتي" قالت بقلق " و من يكون؟" قال" لا
أعرف..لكنني سأعرفه قريبا" ..أنهت هزان عملها ثم ذهبت إلى شقتها القديمة
التي كان والدها قد اكتراها لها عندما كانت تعمل عند كريمة هي و ابنة عمها
بتول..استحمت و ارتدت قميص نوم طويل ثم جلست على الأريكة و بقيت تشاهد
التلفاز..رن هاتفها و رأت إسم أخيها على الشاشة..قالت" مرحبا أخي" قال" مرحبا
هزان..كيف حالك؟" قالت" بخير..و انت؟" أجاب" بخير..لكن" سألت بقلق" لكن
ماذا؟ هل أبي و أمي بخير؟ هل حدث مكروه لأحد منهم؟" ضحك أخوها و قال"
على رسلك يا أختي..الجميع بخير..لقد اتصلت بك لكي تساعديني" قالت
باستغراب" أنا؟ فيم؟" قال" هزان..أختي الحبيبة..أنا أعشق ابنة عمنا بتول و أريد أن
أتزوجها..لكنني لم أتجرأ على مصارحتها بمشاعري..انها تعاملني دائما كأخ
لها..لذلك أردتك أن تتصلي بها و تحاولي أن تعرفي منها..هل تكن لي بعض
المشاعر؟ و هل ستقبل بي إذا تقدمت لها؟" ضحكت هزان و قالت" حسنا أخي..سأفعل ذلك..و أعتقد أنك ستجد لديها القبول" قال بحماس" ان شاء الله يا
أختي ..وانت ..ماهي أخبارك أنت و زوجك؟" ابتلعت هزان ريقها بصعوبة و قالت"
..نحن بخير..لا تقلق بشأننا..المهم أن نزوجك و نرتاح منك" ضحكت هي و
أخوها و أنهت الإتصال و قد عبست ملامحها لأنها اضطرت أن تكذب على
..أخيها..لأنه لن يتقبل فكرة طلاقها..و سيحاول أن يمنعها و يعرقل اتخاذها لهذه الخطوة التي صار ضرورية جدا بالنسبة إليها..

خطايا لا تُغتفرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن