نظرت هزان إلى ياغيز باستغراب و سألت" و لماذا لا أفعل؟ أليس هذا ما أردته
منذ البداية؟ أليست هذه الطريقة الوحيدة لإيقافك ؟ براك..اتركني لكي أفعل ما
يسعدك و ما يوقفك..لم أعد أحتمل أكثر..يكفي..أرجوك..هذا يكفي" كانت يدا ياغيز تحت
ذراعي هزان..و عيناه تجولان على وجهها..للمرة الأولى يتأملها بعين مختلفة..للمرة
الأولى ينتبه إلى جمالها الهادئ و الطبيعي..جال ببصره على تقاطيعها و ملامحها
الجميلة..عيناها السوداوان الواسعتين..رموشها الطويلة و الكثيفة..أنفها
الرقيق..شفتاها الممتلئتين..وجهها الطفولي البريء..لم يستطع ياغيز إزاحة نظره
عنها..رفعت هزان عينيها لتلتقيان بعيونه البلورية الساحرة..رأت فيهما ما تمنت أن
تراه..سمحت لدموعها بالإنهمار على خديها و لم تمنعها هذه المرة..تمزق وتين
ياغيز و هو يرى دموعها اللؤلؤية تلامس وجنتيها..تنهد بعمق و جذبها نحو أحضانه
الدافئة و همس" شششش..لا تبكي..إهدإي" و راحت يده تلامس خصلات شعرها
الليلكي الطويل الذي أرسلته على ظهرها..وضع ياغيز أنفه في شعرها و سحب
رائحتها العطرة إلى أعماقه..تسارعت نبضات قلبه و تهدجت أنفاسه و صار منتبها
لالتصاق جسدها بجسده و بضغط نهديها النافرين على صدره..يد استقرت على
شعرها تهدهدها كطفل صغير..و يده الأخرى استقرت على ظهرها تضغط عليها و
تزيد من اقترابها منه..مستغرب هو مما يحدث له..مأخوذ بها و بكل تفصيلة
فيها..أسعده قربها و هدوءها بين يديه أكثر من انتقامه و حصوله على ما يريد..بل
لعل ما زاد من دهشته أنه لم يسعد أبدا برؤيتها حزينة و برؤية دموعها و
انكسارها..بعد لحظات..سحبت هزان نفسها من ذراعيه و هي تقول"سيد ياغيز
..أتمنى ألا تتعرض لي مرة أخرى و أن تتركني أعيش بسلام..لا أريد منك
شيئا..أريدك فقط أن تخرج من حياتي إلى الأبد..و لتنسى أنك التقيت بي أو رأيتني
في يوم من الأيام.. سأترك العمل هنا و سأذهب إلى حيث لا يعرفني أحد..وداعا" و
تحركت مبتعدة من أمامه فيما تألم قلبه بشدة لمجرد سماع كلمة وداعا التي
قالتها له..فهم الآن أنه من المستحيل أن يخرج من حياتها أو أن يسمح لها بالإبتعاد
..عنه
أنت تقرأ
خطايا لا تُغتفر
Romanceكلنا بشر..و كلنا نخطئ..و نقترف أخطاء بحق أنفسنا ..أو بحق غيرنا..لكن الخطايا تختلف..فهناك أخطاء صغيرة و بسيطة..يسهل التغاظي عنها..و غفرانها..و هناك خطايا كبيرة..و مؤلمة..خطايا لا تغتفر..و لا تنسى بسهولة..و المسامحة و الغفران من شيم كبار النفوس و الكر...