في قصره..جلس ياغيز في كرسيه الهزاز و أخذ يدخن سيجارة و يحتسي كأسا من
الويسكي..كان يريد لهذه النار التي تستعر في أعماقه أن تهدأ و تنطفئ..فأحيانا
يشعر أنه غاضب منها لأنها كانت تريد أن تنتقم منه..و أحيانا يعذرها و يعطيها الحق
في ذلك..و أحيانا أخرى يتمنى لو كانت إلى جانبه..يشتاق إليها ..يريدها هنا..لا
يستطيع أن يتخيل حياته من دونها..رأسه يكاد ينفجر من كثرة التفكير..و قلبه
يتمزق حزنا و ألما على رحيلها..و فجأة ..انتفض واقفا..رمى الكأس على الأرض
ليتحطم إلى قطع صغيرة ثم نادى" بكير..تعالى " أسرع بكير نحوه و قال" نعم سيد ياغيز" نظر إليه ياغيز و قال" بكير..أريد منك أن تعثر لي على هزان..أريد هزان الآن..جدها بأسرع وقت ممكن..هل فهمت؟" هز بكير رأسه و أجاب"
فهمت سيد ياغيز..أمرك" ..في أنقرة..بدأت هزان تعمل في صالون للتجميل ساعدتها
ميرفت في الوصول إلى صاحبته و أوصتها بها..فاستقبلتها صاحبة المحل السيدة
نعمت بحفاوة و دلتها على شقة صغيرة للكراء بالقرب من المحل..وضبت هزان
أغراضها في الخزانة و أعدت لنفسها فنجانا من القهوة و جلست تحتسيه..و ما إن
رفعت الفنجان إلى شفتيها حتى تذكرت كلام ياغيز عندما قال لها أن طعم القهوة
لذيذ جدا و أن ما زاده لذة هو طعم شفتيها..تسارعت دقات قلب هزان و حاولت
إبعاد صورة ياغيز من أمام عينيها و صوته من أذنيها..فشغلت نفسها بتنظيف الشقة
و قامت برفع صوت الأغاني لكي لا تسمع شيئا آخر..أنهت هزان التنظيف و جلست
تتناول غداءها..لم يكن لديها ما تستطيع أن تطبخ به فطلبت شرائح لحم و رقائق
البطاطا من المطعم المجاور..تذكرت كيف تناولت شرائح اللحم في اليوم السابق
صحبة ياغيز..و كيف قام بتقطيع اللحم لها و إطعامها بيده..انتفضت هزان واقفة و هي تستغرب سيطرة ياغيز على أفكارها و ذكرياتها..
أنت تقرأ
خطايا لا تُغتفر
Romanceكلنا بشر..و كلنا نخطئ..و نقترف أخطاء بحق أنفسنا ..أو بحق غيرنا..لكن الخطايا تختلف..فهناك أخطاء صغيرة و بسيطة..يسهل التغاظي عنها..و غفرانها..و هناك خطايا كبيرة..و مؤلمة..خطايا لا تغتفر..و لا تنسى بسهولة..و المسامحة و الغفران من شيم كبار النفوس و الكر...