وصلت هزان إلى موقع التصوير الذي كان في قصر التوب كابي..دخلت مسرعة
لكي تقابل ياغيز قبل أن يبدأ بأداء مشاهده و تعلمه بقرارها..سألته عنه فقالوا أنه
في غرفة الحكم..هو يلعب دور أحد السلاطين في العصر العثماني..فتحت هزان
باب الغرفة و دخلت..وجدته واقفا أمام الشرفة المطلة على مضيق
الدردنيل..وقفت خلفه و قالت" ياغيز..أنا آسفة لأنني اقتحمت خلوتك ..لكنني أتيت
لكي أراك و أخبرك قراري" التفت إليها ياغيز الذي كان يرتدي سترة حريرية طويلة
بلون أزرق حاكى لون عينيه البلوريتين و نظر إليها دون أن ينطق بكلمة
واحدة..اقتربت منه و لامست وجهه و هي تقول" أتعلم..ملابسك تشعرني أنني في
حضرة السلطان..و أنت بالفعل سلطان..سلطان قلبي..الذي لم و لن أتوقف عن
حبه..أريد من كل قلبي أن أثق بك و أن نبدأ حياتنا معا من جديد..أريد أن تجعلني
أنسى ما مضى..لننسى معا..أخطاءنا التي سنغفرها لبعضنا..لنتجاوز الماضي و نبني
معا مستقبلا جميلا كله حب و ثقة و تفاهم..لا أريد لياغيز المغرور و الأناني أن يظهر
مرة أخرى..لا أريدك أن ترفض دعمي و ألا تدعمني عندما يكون أحدنا بحاجة إلى
الآخر..ما أطلبه شيء بسيط جدا..أن نحب بعضنا دون حسابات أو خوف او
أنانية..يجب أن يكمل أحدنا الآخر و إن يساعده على تصحيح أخطاءه و تجاوز
عيوبه..ياغيز..أنا أحبك جدا..و حبي هو الضمانة الوحيدة..و أتمنى أن يكون حبك هو
أيضا ضمانة لكي ننجح معا و نعيش بسعادة" ثم قربت هزان فمها من فمه و
اختطفت قبلة سريعة و قالت" لنبدأ صفحة جديدة معا..هذا ما جئت لكي أقوله لك"
ابتسم ياغيز و عانقها بقوة بين ذراعيه فيما عم التصفيق الغرفة و اقترب منهما
المخرج و هو يقول" لقد كان هذا رائعا..أنتما ثنائي رائع..لم أرد أن أقطع هذا
المشهد الحقيقي..بينكما كيمياء رائعة و تستطيعان الإتفاق بسهولة أمام الكاميرا"
ابتعدت هزان عن ياغيز و قد احمرت وجنتاها خجلا ثم تمتمت" ياغيز..لم أنتبه أن
المخرج و الطاقم كانوا هنا في الغرفة..أنا آسفة" انفجر ياغيز ضاحكا و قال" و لم
تعتذرين؟ ألم تسمعي كلام المخرج..لقد كنا رائعين معا" قال المخرج" لم يكن
كلامي مجاملة..لقد قصدت كل كلمة قلتها..ياغيز باي..ما رأيك ان تقوم زوجتك
بدور البطولة أمامك في المسلسل؟ استطيع الجزم بأنكما ستنجحان نجاحا باهرا"
نظر ياغيز إلى هزان و سألها" هزان؟ ما رأيك؟" رفعت هزان حاجبها استغرابا
و قالت" أنت تمزح..أليس كذلك؟" ضحك ياغيز و قال" لا..أنا جاد جدا..ما رأيك أن
تكوني شريكتي في العمل؟" هزت هزان رأسها و قالت" لا..مستحيل..أنا لا أجيد التمثيل و لم أدرسه و أخجل كثيرا..لن أنفع لذلك..و هناك سبب آخر يمنعني.."
أنت تقرأ
خطايا لا تُغتفر
Romanceكلنا بشر..و كلنا نخطئ..و نقترف أخطاء بحق أنفسنا ..أو بحق غيرنا..لكن الخطايا تختلف..فهناك أخطاء صغيرة و بسيطة..يسهل التغاظي عنها..و غفرانها..و هناك خطايا كبيرة..و مؤلمة..خطايا لا تغتفر..و لا تنسى بسهولة..و المسامحة و الغفران من شيم كبار النفوس و الكر...