أبعد ياسين هزان عن أمين و هو يقول" هزان..اصمتي..و ارحلي من هنا..اذهبي من
هنا..خذي هذا الحقير و ارحلي..كما ترين..أبي مريض جراء أفعالك المستهترة..هيا"
التفتت هزان إلى ياغيز و أخذت تضرب صدره بكلتا يديها و تصيح به" ماذا فعلت يا هذا؟ لماذا أتيت؟ ماذا تريد مني؟ ألم يكفك ما فعلته؟ لقد دمرت حياتي..أنا
أكرهك" أمسك ياغيز يديها و قال" هزان..حياتي..أنا أعلم أنك حزينة جدا
الآن..لكن..لا تقلقي..ستتصلح كل الأمور..هيا نذهب من هنا..هيا" أبعدت هزان يديها
عنه و قالت" لن أذهب إلى أي مكان..و خاصة معك أنت أيها الحقير" اقترب ياسين
منهما و قال" ابتعدا من هنا أنتما الإثنان..هيا ارحلا قبل أن أتصرف معكما بطريقة
فظة..هيا" التفتت إليه هزان و قالت" أخي..لا تظلمني..على الأقل لا تفعل
أنت ذلك..أرجوك أخي..لا.." قاطعها أخوها" هزان..هيا..اجمعي أغراضك و ارحلي
من هنا" انهارت هزان واقعة على الأرض و هي تبكي بصوت عال..و من الجهة
الأخرى كانت أمها تبكي بحرقة و تحاول أن تقنع زوجها بالعدول عن رأيه لكن دون
جدوى..قام ياسين بوضع والده في سريره و اتصل بالطبيب الذي فحص أمين و
أخبره أنه أصيب بذبحة صدرية و يجب أن يبتعد عن كل توتر أو انفعال..تباطأت
هزان في جمع أغراضها إلى أن إطمئنت على صحة والدها..ثم ودعت أمها و بتول و
حملت حقيبتها و ركبت سيارة أجرة كانت بانتظارها..لم ترضى أن تركب مع ياغيز
و لا أن تتكلم معه..تعبت هزان من البكاء و صار رأسها يؤلمها بشدة..تحولت حياتها
في لحظة إلى جحيم..صارت وحيدة..دون عائلة..دون أصدقاء..صارت الآن فعلا
تحت رحمة ياغيز..الذي انتقم منها بطريقة بشعة جدا..و سيقوم باستغلال ضعفها و
وحدتها جيدا..لكي يواصل انتقامه المقيت منها..بسبب خطأ ارتكبته بحقه..و هو أنها
صفعته و تسببت له بجرح لم ينساه أبدا..خطأ ارتكبه هو و عاقبته هي عليه..لذلك
..يريد أن يعلمها أن هنالك الكثير من الخطايا التي لا تقبل الغفران و المسامحة..
أنت تقرأ
خطايا لا تُغتفر
Romanceكلنا بشر..و كلنا نخطئ..و نقترف أخطاء بحق أنفسنا ..أو بحق غيرنا..لكن الخطايا تختلف..فهناك أخطاء صغيرة و بسيطة..يسهل التغاظي عنها..و غفرانها..و هناك خطايا كبيرة..و مؤلمة..خطايا لا تغتفر..و لا تنسى بسهولة..و المسامحة و الغفران من شيم كبار النفوس و الكر...