أصرت هزان على أخيها لكي يبقى معها و يشرب القهوة أو يتغدى معهما فأخبرها
أنه لا يستطيع أن يبقى مطولا لأن أباه ينتظره في الضيعة..فطلبت له فنجان قهوة
و أسرعت إلى ياغيز لتخبره بقدوم أخيها..دخلت إلى غرفة المكتب فوجدت ياغيز
يصيح بانفعال" كيف يفعل ذلك؟ ألا يعلم من أنا؟ أنا ياغيز إيجمان..نجم تركيا الأول
و لا يحق له أن يتصرف هكذا..ماهذه الوقاحة؟" ارتعبت هزان لرؤيته على تلك
الحال ..اقتربت منه و سألت بقلق" حبيبي؟ ماذا حدث؟ لم تبدو منفعلا و غاضبا هكذا؟" التفت إليها ياغيز و
قال بعصبية" تخيلي..لقد تم استبدالي بممثل آخر لكي يقوم بدوري في
المسلسل..المنتج تخلى عني و فسخ العقد الذي يربطنا من طرف
واحد..تخيلي..يفعل هذا معي..أنا..أنا ياغيز إيجمان..أقسم أنني سأحرق الأخضر و
اليابس..و سأجعلهم يدفعون الثمن غاليا..لست أنا من يعاملونه هكذا..لست أنا من
يزيحونه من بطولة مسلسل و يعوضونه بآخر..لن أقف مكتوف اليدين و أنا أراهم
يحاولون تحطيمي" نظر إليه بكير و قال" سيد ياغيز ..إهدأ لو سمحت..العصبية لن تنفعك..يجب أن
تكون هادئا" أبعد ياغيز يد بكير التي لامست كتفه بشيء من العنف و صاح" لا أستطيع..لن أهدأ..سأتصرف..سألقنهم درسا لن ينسوه" و اندفع خارجا من الغرفة قبل أن تستطيع هزان
منعه..بقيت واقفة في مكانها و جسدها يرتعش من رؤيته على تلك الحال من
العصبية و الغضب و العجرفة..التفتت إلى بكير و سألت" عفوا..أجبني ..متى قام
المنتج بتغيير البطل و هل من حقه أن يفعل ذلك؟" هز بكير رأسه بحزن و أجاب"
مع الأسف..نعم..يحق له ذلك..لقد تعطل التصوير مدة شهر كامل و كان السيد
ياغيز مضطربا في المدة الأخيرة..لم يستطع تأدية مشاهده كما يجب و صار ينسى
الحوارات و يكرر المشاهد أكثر من مرة..اعتبر المنتج ذلك استهتارا و قلة
مسؤولية من ياغيز و فسخ العقد من طرف واحد ثم اختار أكثر الممثلين كرها
لياغيز و منافسة له و جعله بطلا للمسلسل" وضعت هزان يدها على جبينها و بدا
..الضيق جليا على ملامحها..و اعتبرت نفسها سببا مباشرا لما حدث معه..
أنت تقرأ
خطايا لا تُغتفر
Romanceكلنا بشر..و كلنا نخطئ..و نقترف أخطاء بحق أنفسنا ..أو بحق غيرنا..لكن الخطايا تختلف..فهناك أخطاء صغيرة و بسيطة..يسهل التغاظي عنها..و غفرانها..و هناك خطايا كبيرة..و مؤلمة..خطايا لا تغتفر..و لا تنسى بسهولة..و المسامحة و الغفران من شيم كبار النفوس و الكر...