واصلت هزان كلامها قائلة" لن تتغير..صرت متأكدة من ذلك..أخطأت حين غفرت
لك و تزوجتك..كنت أظن أنك ستتغير و ستصبح شخصا آخر..حبيبا يخاف على
مشاعر حبيبته و زوجا يفتخر بنجاح زوجته و يدعمها..ظننت أنك ستتخلى عن
أنانيتك و غرورك..و لكن لا..و كيف يحدث ذلك و أنت ياغيز إيجمان..أنت شخص
مصاب بجنون العظمة و لا شفاء لك منه..ياغيز..لا داعي لأن نواصل هذه التمثيلية
السخيفة التي نخدع بها نفسينا و نسميها الحب..أنا لا أستطيع أن أستمر
معك..طلقني" حملق فيها ياغيز بنظرات غاضبة و بدا و كأنه تلقى صفعة على
وجهه..سألها" ماذا؟ ماذا تقولين؟ طلاق؟ هذا مستحيل..لن أطلقك..انسي الموضوع..هل
تريدين أن أفضح في الصحف و تتحدث عني الجرائد و المجلات و يقولون ياغيز
إيجمان صار رجلا مطلقا..لا..لن يحدث ذلك أبدا..و انظري الى التوقيت الذي اخترته لطلب أمر فظيع كهذا..خبر كهذا سيضر بسمعتي و سيفسد علي مشروعي الجديد" ضحكت هزان بطريقة ساخرة و
قالت" حتى في هذه لم تفكر في..فكرت في نفسك و في مكانتك أمام الجمهور و
الصحافة..يا أسفي عليك..مؤسف جدا..لقد خيبت أملي " انهمرت الدموع على خدي هزان
و وقفت أمام المرآة فاقترب منها ياغيز و قال" هزان..أنا.." قاطعته و هي تبتعد
عنه" ياغيز..أرجوك..دعني أنهي تجهيز نفسي..سأتأخر على الإفتتاح" حاول ان يقترب منها لكنها تراجعت الى الخلف و هي تردد" اذهب لو سمحت..اذهب" ..خرج ياغيز و
ركب سيارته و توقف بها بجانب الساحل..أخذ يفكر في ما دار بينهما و فيما سمعه
منها..جانب فيه يريد هزان و لا يريد أن يتركها..و جانب آخر يسيطر عليه و يجعل
الأنا الأعلى هي المسيطرة عليه..غروره و كبرياءه يعمي عينيه..يريد أن يثبت
للجميع بأنه لا يهزم و أنه سينجح رغما عن الجميع..هذا الجانب منه يعتبر أن هزان
تريد أن تتركه لكي تهزمه هي الأخرى و لكي تساهم في فشله..أنهت هزان وضع
مساحيقها و حملت حقيبتها و خرجت..قام السائق بإيصالها إلى الصالون..و ما ان
فتحت الباب و نزلت حتى أسرع نحوها الصحفيون و أخذوا يلتقطون صورها و
يسألونها عن ياغيز.. أجابت" شكرا لكم لوجودكم هنا يا أصدقاء..هذا الصالون كان
حلما كبيرا لي نجحت في تحقيقه..سينظم لي زوجي ياغيز بعد أن ينهي
عمله..استمتعوا بالحفل" ..دخلت فوجدت ميلدا و يمان و ميرفت يقفون
معا..عانقتها ميلدا و ميرفت و هنأتاها على الافتتاح..أما يمان فصافحها و اقترب
منها هامسا" هزان..أرأيت أنني كنت على حق..ها أنت وحيدة في هذا اليوم المميز
دون زوجك النجم الذي لا يهتم إلا بنفسه" ابتعدت عنه هزان و هي تقول" سيد يمان..هذا يكفي..لا داعي لتلميحاتك..لقد طرأ عمل لزوجي و سيلحق بي فور
انتهاءه" ضحك يمان و قال" حسنا..سننتظر و نرى" ..رحبت هزان بالموجودين و
..ألقت كلمة ترحيبية متمنية للجميع سهرة رائقة ..
أنت تقرأ
خطايا لا تُغتفر
Romanceكلنا بشر..و كلنا نخطئ..و نقترف أخطاء بحق أنفسنا ..أو بحق غيرنا..لكن الخطايا تختلف..فهناك أخطاء صغيرة و بسيطة..يسهل التغاظي عنها..و غفرانها..و هناك خطايا كبيرة..و مؤلمة..خطايا لا تغتفر..و لا تنسى بسهولة..و المسامحة و الغفران من شيم كبار النفوس و الكر...