71

2.3K 56 0
                                    

جهز ياغيز نفسه و خرج من المنزل..اليوم..أول يوم تصوير..كان متحمسا جدا و
سعيدا..اليوم سيثبت للجميع أنه لا يهزم و لا ينكسر..سيوقف نفسه بنفسه دون
الإتكاء على أحد..في طريقه إلى الموقع..اتصل بهزان لكنها لم ترد..أرسل لها
رسالة قصيرة كتب فيها" حياتي..اليوم أول يوم تصوير في مسلسلي الجديد..أتمنى
أن تكوني معي..سأرسل لك العنوان ..كوني أحسن مني و شاركيني هذا اليوم
السعيد..أنت ملاكي و جالبة الحظ السعيد لي..أحبك" و أرسل لها عنوان الموقع و
كله أمل أن تأتي..تلقت هزان الرسالة فقرأتها و وضعت الهاتف في
حقيبتها..لامست بطنها و قالت" صغيري..أنا أحبك كثيرا و أعدك أنني سأعتني بك
كثيرا و سأحبك دائما..و الآن..يجب أن نذهب إلى عملنا..اليوم أول يوم لنا في
صالوننا الخاص..هيا" ..وصل ياغيز إلى الموقع..فوجد المخرج و بعضا من طاقم
العمل..أما آلارا و باقي الممثلين فلم يحضروا..سأل" بكير..أين آلارا و البقية؟" نظر
إليه بكير بحزن و أجاب" أنا آسف..لم يأتوا..لقد اعتذروا عن العمل معك" اوقع
ياغيز الحقيبة التي كانت في يده و أخذ يتحرك ذهابا و إيابا بعصبية..اتصل بآلارا
لكنها لم تجب..أرسلت له رسالة تقول فيها" ياغيز..أنا آسفة..لن أستطيع أن أعمل
معك..لقد تلقيت عرضا من دار أزياء فرنسية و أنا في المطار الآن..لن يكون من
المناسب أن أعمل معك بعد ما حصل ليلة البارحة..حاول أن تصحح أخطاءك و أن
تحافظ على زوجتك التي تحبك..تعلم أن تكون انسانا عاديا و ليس نجما مشهورا..و
عندها ستفهم و ستتعلم كيف تعامل المحيطين بك..كيف تحبهم و تحترمهم و
تراعي شعورهم..أنا آسفة..لم أكن أريد أن أخذلك..لكنني وجدت من الصائب أن
أبتعد عنك و أن أؤسس حياتي بعيدا عنك..دمت سالما..كل التوفيق لك" ضغط
ياغيز على الهاتف بين أصابعه حتى كاد يحطمه..ثم انهار واقعا على الأرض و هو لا
يدري كيف يتصرف أو ماذا يفعل..هو شخص لم يتعود على الفشل و
الإنكسار..احساس بالعجز و الهزيمة ينتابه للمرة الأولى..للمرة الأولى يجد نفسه واقعا على الأرض..و ليس محلقا في السماء كما تعود أن يكون..للمرة الأولى يسقط..و يكون سقوطه مدويا بهذا الشكل..للمرة الأولى يتذوق طعم الخسارة و الانكسار و الخيبة..للمرة الأولى يفقد الاضواء من حوله..و يفقد كل من كان يركض لارضاءه و طلب وده..للمرة الأولى يجد نفسه لوحده..وحيدا..إلى درجة قاتلة لا يقوى على تحملها..

خطايا لا تُغتفرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن