في قصره..جلس ياغيز مع بكير و قال و هو يدخن سيجارة" اسمع بكير..هذا الخبر
يجب أن ينزل في الغد في الصفحة الأولى مرفوقا بالصورة" بدا التردد واضحا على
ملامح بكير و حركاته و التزم الصمت..فبادره ياغيز" بكير ؟ فيم صمتك؟" نظر
إليه بكير كأنه يبحث عن بعض الرحمة أو الشفقة أو التعقل في وجهه ثم أجاب"
ياغيز باي..ألا ترى أن الأمر صار مبالغا فيه؟ يعني..أن تؤذي فتاة بهذه الطريقة و
تسيء إلى سمعتها..فاعذرني..هذا لم يعد مجرد انتقام..هذا أصبح شرا و خطرا"
وقف ياغيز و هو ينفخ دخان سيجارته في الهواء ثم قال" اسمع بكير..أنا أعلم ما
أفعله جيدا..كان يجب أن تعلم من أنا و ما يمكنني أن أفعله بها قبل أن ترفع يدها
في وجهي و تخلف هذا الجرح في كبريائي قبل وجهي..هذه خطيئة لا تغتفر" وقف
بكير و قال بعصبية" و ما تفعله أنت بها بدافع الإنتقام..أليس خطيئة لا تغتفر؟ أليس
أذى لا يحتمل؟ أليس تجاوزا لكل الحدود؟ لقد جعلتها تخسر عائلتها و .." قاطعه
ياغيز" بكير هذا يكفي..نفذ ما طلبته منك فقط..هيا" ابتعد بكير و هو يمرر يده على جبينه
بقلة حيلة..جلس ياغيز على كرسيه الهزاز و هو يدخن سيجارته و يحتسي كأسا من
النبيذ..في الصباح..استيقظت هزان باكرا و شربت قهوتها ثم ذهبت إلى موقع
التصوير ..نزلت من سيارة الأجرة و دخلت إلى الغابة حيث فريق التصوير..وجدت
الجميع ينظرون إليها بطريقة غريبة..لم تفهم ما يحدث..اقترب منها أحمد و جذبها
من يدها بسرعة..سألت" أحمد ..ماذا حدث؟ لماذا تجرني هكذا؟" وقف أحمد و أجاب"
ألم تقرإي جريدة الصباح؟" هزت هزان رأسها و قالت" لا لم أقرأ..ماذا يجري؟" مد
لها أحمد الجريدة ففتحتها و تغيرت ملامح وجهها و تسارعت أنفاسها و هي ترى
الصورة و الخبر الرئيسي الذي كان بعنوان" حبيبة ياغيز إيجمان منبوذة من أهلها"
أما الصورة فكانت عندما قبلها ياغيز أمام المطعم..ضغطت هزان على الجريدة
بين أصابعها و هي ترتعد من غضبها..رأت ياغيز يدخل بسيارته البورش إلى موقع
..التصوير..انتظرت أن يدخل إلى كرفانه و لحقت به..
أنت تقرأ
خطايا لا تُغتفر
Romanceكلنا بشر..و كلنا نخطئ..و نقترف أخطاء بحق أنفسنا ..أو بحق غيرنا..لكن الخطايا تختلف..فهناك أخطاء صغيرة و بسيطة..يسهل التغاظي عنها..و غفرانها..و هناك خطايا كبيرة..و مؤلمة..خطايا لا تغتفر..و لا تنسى بسهولة..و المسامحة و الغفران من شيم كبار النفوس و الكر...