أسبوعان قضاهما ياغيز و هزان معا يتجولان معا من مدينة إلى أخرى و من فندق
إلى آخر..و الحب كان ثالثهما الذي يزين حياتهما معا و يلقي بظلاله عليها..ذهبا إلى
أغوا و ميرسين و أنطاليا و بورصا ثم عادا إلى أنقرة لكي تجمع هزان أغراضها و
يعودان إلى إسطنبول..فأصرت أمه ميلدا على دعوتهما على العشاء في قصرها
قبل مغادرتهما..ارتدت هزان فستانا ذهبيا طويلا يلتصق بجسمها مظهرا تفاصيله و
تزينه خيوط بنية عند الصدر ..أطلقت شعرها الطويل على ظهرها و وضعت
مساحيقا بألوان ترابية جميلة ثم احتذت حذاء بنيا ذو كعب عالي..دخل ياغيز إلى
الغرفة و وقف يتأملها بعيون عاشقة ثم اقترب منها و خاصرها من الخلف واضعا
رأسه على كتفها و هو يهمس" ما رأيك أن نعتذر عن العشاء و نبقى معا هنا؟"
رفعت هزان حاجبها استغرابا و سألت" لماذا؟" أجاب" لأنني لا أريد لأحد غيري أن
يرى هذا الجمال..أريدك لي لوحدي" ابتسمت هزان بخجل و قالت" أيها الأناني..لا
يجب أن نرد دعوة أمك بعد أن تحسنت علاقتها بك..أليس كذلك؟" ابتسم و مرر
شفتيه بخفة على عنقها و قال" معك حق..تبدين رائعة جدا..لكن هناك نقص وحيد"
سألت بقلق" و ماهو؟" ابتعد عنها قليلا و قال" يجب أن يزين هذا العنق الجميل
بعقد يناسبه" و أخرج من جيبه علبة بها عقد ألماسي ..فتحها أمامها و قال" ارفعي
شعرك لألبسك إياه..هل أعجبك؟" أجابت" نعم..كثيرا..إنه رائع" و رفعت شعرها فألبسها
العقد و أدارها إليه..نظر إلى شفتيها مطولا ثم قال" اوف يا..هيا نذهب" ..خرجا معا
و ركبا سيارة ليموزين كانت قد أرسلتها أمه لأخذهما..وصلا فوجدا أمه و زوجها
دمير ( طيار دوندار في عشق المال الأسود) ينتظرانهما على الباب..رحبا بهما و
عانقت ميلدا ابنها مطولا ثم دخلوا معا إلى الصالون..هناك كان يمان واقفا..صافح
ياغيز ثم هزان و هو يتفحصها بعينيه..لم تعره هزان إهتمامها و حاولت أن تتصرف
بطبيعية لكي لا تلفت انتباه ياغيز و تحدث إشكالا بين الأخين..سكب دمير النبيذ
للجميع و رفع كأسه و هو يقول" نخب العائلة..ياغيز..مرحبا بك أنت و زوجتك في
بيتك" رفع الجميع الأنخاب و احتسوا نبيذهم..جلست ميلدا بجانب ياغيز و قالت"
حبيبي..لماذا لا تبقى هنا في أنقرة؟ بالقرب مني..لا أريدك أن تبتعد عني بعد أن
اجتمعنا" أخذ ياغيز يدها في يده..قبلها و أجاب" أمي..أعمالي و بيتي هناك..ثم لا
تنسي..تصوير المسلسل متوقف منذ شهر تقريبا..لا أستطيع أن أؤجله أكثر من
ذلك" قال يمان" معك حق..فانت نجم مشهور و جمهورك دائما في
انتظارك..شهرتك و عملك أولوية و يأخذ كل وقتك..أتمنى أن يتبقى بعض الوقت
لزوجتك" رمقه ياغيز بنظرة باردة و قال" لا تقلق..
أنت تقرأ
خطايا لا تُغتفر
Storie d'amoreكلنا بشر..و كلنا نخطئ..و نقترف أخطاء بحق أنفسنا ..أو بحق غيرنا..لكن الخطايا تختلف..فهناك أخطاء صغيرة و بسيطة..يسهل التغاظي عنها..و غفرانها..و هناك خطايا كبيرة..و مؤلمة..خطايا لا تغتفر..و لا تنسى بسهولة..و المسامحة و الغفران من شيم كبار النفوس و الكر...