38

2.5K 66 1
                                    

نامت هزان تلك الليلة و صورة ياغيز ياغيز لا تفارق خيالها..تراه قادما
نحوها..يكلمها..يعانقها..يقبلها..تشم رائحة عطره ..تسمع صوته و صوت
ضحكته..ترى وجهه الطفولي و ابتسامته الساحرة..كانت في حالة غريبة عنها
تعيشها للمرة الأولى..تتسارع أنفاسها و تجن دقات قلبها كلما فكرت فيه أو تخيلت
وجهه..آخر ما كانت تتوقعه أن تتذكر ياغيز ..أن تفتقده..أن تتمنى وجوده إلى
جانبها..تستغرب من نفسها كيف استطاعت أن تنسى ما فعله بها..و ألا تتذكر
عجرفته و غروره و وقاحته كلما أغمضت عينيها..كيف لا تتذكر كلماته المستفزة أو
تصرفاته الوقحة..كيف لا تتذكر انتقامه و أذيته التي ألحقها بها..في
الصباح..استيقظت هزان باكرا كعادتها..استحمت و ارتدت فستانا أخضر اللون
يصل إلى ركبتيها و جمعت شعرها في شكل ظفيرة و احتذت حذاء رياضيا أبيض
اللون..ثم أخذت حقيبتها و ذهبت إلى المحل..هناك..وجدت إمرأة في أوائل
الخمسينات من عمرها على قدر كبير من الجمال تتحدث مع السيدة نعمت..نادت
عليها صاحبة المحل و قالت" هزان..إهتمي بالسيدة ميلدا..إنها من أهم زبائن
المحل" هزت هزان رأسها و قالت" حسنا سيدة نعمت" ..جلست المرأة أمام المرآة
و شرعت هزان تغسل لها شعرها البني الطويل ..عندما دخل شاب طويل
القامة..ذو بشرة بيضاء و شعر أسود و تقدم من السيدة ميلدا و مد لها هاتفها و هو
يقول" لقد نسيتي هاتفك في السيارة يا أمي" نظرت إليه أمه و قالت"شكرا لك
يمان..هيا..اذهب إلى عملك و اعتني بنفسك جيدا" ابتسم الشاب و قال" حسنا أمي"
ثم التفت إلى هزان و حياها بحركة من رأسه و هو يلقي عليها نظرة تفحص..ابتعد
إلى الباب ثم التفت و قال" عملا موفقا" ابتسمت هزان و أجابت" صاول" و واصلت عملها..

خطايا لا تُغتفرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن