56

2.3K 57 2
                                    

في القصر..ذرعت هزان المدخل جيئة و ذهابا و هي تتصل به و تجد هاتفه
مغلقا..اتصلت بميرفت و سألتها ان كان ياغيز قد ذهب إلى موقع التصوير فأخبرتها
أنه أتى و تحدث مع المخرج و كان غاضبا جدا و صوته عالي ثم غادر..زاد قلق هزان
و لم تعد تعرف كيف تتصرف..اتصلت ببكير لكي يبحث عنه و يعيده إلى
المنزل..كانت مهمومة و قلقة و الأفكار السوداء تنخر رأسها..ساعة تلوم نفسها
لأنها السبب وراء خسارته لدور البطولة المهم..و ساعة أخرى..كانت ترتعب عندما
تفكر أنه سيغضب منها و يحملها المسؤولية و يتركها..ثم تتخيل أنه سيغير معاملته
معها و سيعود إلى غروره و فظاظته السابقة و ستخسر ياغيز الحقيقي و الطيب
الذي تعرفت عليه متأخرا جدا..انهارت هزان جالسة على الأريكة و هي تضع رأسها
بين يديها..بعد لحظات ..سمعت وقع أقدامه..رفعت رأسها لتراه يدخل ..جرت نحوه
و ارتمت بين أحضانه و هي تقول" حبيبي..أين كنت؟ لقد خفت عليك كثيرا" أبعدها
ياغيز عنه و هو يقول بعصبية" و لماذا تخافين علي؟ هل أنا ولد صغير؟ ثم لا تنظري
إلي بهذه الطريقة..لا أريد شفقتك..لست بحاجة إليها..أنا النجم الشهير ياغيز
إيجمان..لن أكون محل شفقة لأحد..لن ينجح ذلك المسلسل من دوني..سيفشل
بالتأكيد..لن ينجح أي عمل من دوني..أنا سبب نجاح كل المسلسلات و الأفلام التي
كنت بطلها..أنا..وحدي أنا" جمدت هزان في مكانها تحملق فيه و تستغرب الطريقة التي يتحدث
بها..حاولت أن تتفهم غضبه و أن تستوعبه و تساعده على تجاوز ما هو فيه..قالت"
معك حق حياتي..أعلم ذلك..كلنا نعلم ذلك..إنها فترة صعبة و
ستمر..حبيبي..إهدأ" صاح بها" لن أهدأ..لا أستطيع أن أهدأ..أنت لا تفهمين..لا يمكن
لشخص عادي أن يفهم ما يشعر به نجم مشهور مثلي..سيندمون..أنا واثق من
ذلك..سيركعون عند قدمي و يطلبون المغفرة" ارتعدت فرائص هزان و هي تسمع
تلك الكلمات التي سمعتها منه سابقا..لم تستطع منع دموعها من الإنهمار على خديها و ابتعدت من أمامه و حبست نفسها في الحمام ثم أطلقت العنان لبكاءها......

خطايا لا تُغتفرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن