اقتباس

327 7 5
                                    

نجع الجن تأليف سماح عياد.
خرج الحاج معوض  من البيت و هو في قمة  الغضب هل سيتراجع عن يمينه و هو الذي  لم يتراجع  عن أي كلمة  قالها  في حياته حتى لو  كلفته الكثير  ، و كيف سيتراجع  وقد أقسم  أمام  الجميع  .
أم محمد  :  ماهو إنتي  إن منكديش  علينا كل يوم  متبقيش  أم عادل.
أم عادل  :  إبنك  عنده ٢٤ سنة اسم الله  عليه مجوز و مخلف و  ابنه في المدرسة و هو راجل ميتعيبش  و أنا  بنتي  عنست و وقف سوقها و هي بنية مكسورة الجناح و عندها ٢٦ سنة و لسه مجوزتش  كل مايجيلها  عريس جوزك يسألها  و هي ترفض عشان العلام الزفت  على  دماغها و دماغ اللي  خلفتها  و هو يطاوعها  .
أم محمد  :  شرع ربنا يختي ولا عايزاه يظبلم اليتيمة .
أم عادل  :  طيب يا أحلام  ( أم محمد  )  لما نشوف  بنتك أهي  كلها كام سنة و يجي الخطاب ياترى  حيجوزها و لايسيبها للعلام .
سامية :  يا عمتي أنا مش عايزه أتعلم  و لو جالي عريس بكرة حوافق عليه .
محمد  :  اخرسي يا قليلة الأدب  و يلا على  مدرستك بدل ما اكسر دماغك .
سامية :  هو دا اللي  انتوا  فالحين فيه  مدرسة مدرسة  .
عادل  :  يمه ربنا يهديكي  كل شيء  قسمة ونصيب  و عمي مظلمش اختي محدش جه عليه القيمة علشان  نضغط  عليها و توافق .
ام عادل  :  و مين اللي  حيجي  يخطب واحدة دخلت ثانوي  عام  و ناوية تدخل كلية  كل اللي  عايز  يجوز بيدور على  واحدة صغيرة في إعدادي  و لا ثانوي  فني  تشتغل في البيت و تخلفله عيال و تساعده في حياته .
عادل  :  أولا  فيه كتير  عايزين  واحدة متعلمة تعليم عالي  يمكن مش في النجع  عندنا بس فيه كتير ، ثانيا هو إنتي  عايزه أي  عريس و السلام ليه تحسسي سلوى  إنها  تقيلة علينا ليه  دايما  تحسسيها بالنقص  وهي ست البنات جمال و مال و علم وأخلاق و طيبة لو اتوزعت على  الناس كلها تكفيهم ، المفروض تفتخري ببنتك أول  بنت في النجع تتعلم وتحضر دكتوراه  ليه مستقليه بيها  و هي حاجة كبيرة قوي .
أم عادل  :  لأ تتعلم وتعنس و يضيع عمرها هدر .
أم محمد  :  متتعبش نفسك يا عادل  يبني  أمك دماغها كده .
وردة  :  خلاص يا عمتي ملوش لازمه  الكلام و العركة كل يوم  والتاني  و كل واحد فيكم اللي  في دماغه بينفذه .                                                                    أم عادل  :  طيب والله  العظيم  النهارده  في الخاتمة و قدام الكل لفكره  باليمين اللي  حلفه.
سلوى  :  يمه حرام عليكي  هو أنا  مش بنتك ليه  بتعملي فيا كده  .
أم عادل  :  علشان  انتي بنتي أنا  بعمل كده .
فهمي و فتحي بصوت واحد  :  فضوها سيرة و يلا شوفوا عايزين ايه  اتأخرنا على  المدرسة. 

توجهت سلوى  لحجرتها و كالعاده لم يسمعها سوى دموعها و التي تشتكي إليها ما يجول في صدرها من ألم  لا تظهره لأحد  فهي تعلم أنها  فعلآ  قد أصبحت عانس  و لم يعد لديها فرصة  جيدة في الارتباط  بشخص  يمثل ما تتمناه وما تحلم به فهي كانت متأكدة  أنها  ستقابله في يوم ما ستعرفه  من أول  تظرة و ستفعل المستحيل لتكون معه لآخر العمر  كما فعل والدها عندما تحدى  الجميع وضرب بالعادات و التقاليد  عرض الحائط  واختار  سعادته مع التي أحبها  قلبه .
سألت  نفسها  إن عادت بها الأيام هل كانت ستسلك  نفس الطريق أم  ستختار الزوج والأولاد  بدلا من التعليم ؟  أجابت  إنها  لم تقابله بعد  و لو قابلته  ستختاره هو و تكون له زوجة و حبيبه و أم لأولاده  حتى  لو وقفت أمام العالم كله  حتى لو ضحت بعملها ،
و لكن متى  سيأتي فهي أصبحت في السادسة  والعشرين من العمر و في قريتها حينما تصل الفتاه إلى سن العشرين  دون زواج فهي عانس ترضى  بأي شيء  حتى لو أرمل  أو مطلق  أو رجل عجوز  أو من يريد أن يتزوج بأخرى فهي السلعة المعيبة  التي تحمد الله  إذا  أراد احد شرائها و ليس عليها  إلا  الرضى باي شيء  لأنه ليس لديها حق الإختيار .
خرجت من هذه الأفكار المتضاربه  على من يمسح دموعها و هو  عمر إبن  محمد و يقبلها و يقول بتعيطي  ليه  مين ضلبك  (  ضربك )  لتبتسم من بين دموعها  و تقبله و تقول له محدش ضربني أنا  عيني انطرفت   فيقبلها ببرائة الأطفال و يقول لها معلش دووقتي  تصحى  انتي هتلوحي التلية  ( معلش دلوقتي  تصحى  انتي  هتروحي  الكلية  )  لتحضنه  فهو الذي  يخفف عنها ما تشعر  به من ضيق و لو كانت خسرت شيء  برفضها  للزواج فهي خسرت أهم شيء  وهو طفل ينسيها هموم الدنيا  بإبتسامته  البريئه  فهي تعشق الأطفال  فهي تفعل أي  شيء  لإسعاد أطفال الآخرين فما الذي  ستفعله  لتسعد  أطفالها هي  مؤكد ستفعل المستحيل  .
ردت عليه أيوه  رايحه  تحب اجيب لك معايا  ايه.
عمر :  عايز  مصاصة وتوره (  كورة )
سلوى  :  مصاصة لونها  ايه  ؟ 
عمر :  أحمر  و أصفر  .

سلوى  :  مصاصة  حمرة و كورة صفرة و لا العكس .
عمر مصاصة  حمرة  و  صفرة و تورة (  كورة )  حمرة و صفرة .
سلوى  :  هههههه  حاضر من عنيا الاثنين  .
عمر :  لأ  مش من عنيكي من عند بتاع المصاصات  و من عند بتاع الدورات(  الكورات )  .
سلوى  :  هههههه  حاضر أحلى  كورة  و أحلى  مصاصة لاحلى عمر في الدنيا  .

نجع الجن تأليف سماح عياد (عريس من تل أبيب )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن