الفصل السادس و الخمسون

62 5 2
                                    

الفصل السادس و الخمسون .
نجع الجن تأليف سماح عياد  .

في بريطانيا .
إبرايم : عفوا أستاذي ، أنا لم أشترك في هذه البرامج التعليمية .
المدرس : و لكن إسمك مدرج عندي .
إبرايم : و لكن أنا متأكد أن أهلي لن ينفقوا على هذه البرامج و لن يذيدوا ميرانيتي يوروا واحد .
الأستاذ : لقد تم تسديد المصروفات بالكامل و قد تم نقلك لحجرة حمزة في الجناح المميز .
إبرايم : من سدد هذه المصروفات .
الأستاذ : الفواتير بإسم محمد إبراهيم .
إبرايم : من هو محمد إبراهيم هذا .
الأستاذ : أليس جدك فأنت تمتلك نفس أسمه .
إبرايم : جدي متوفي ، و أنا لا أعرف هذا الشخص ، و لن أشترك في هذه البرامج .
الأستاذ : سوف أتصل به ليحضر و تتفاهموا معا .

يتصل الأستاذ بمحمد إبراهيم فيخبره أنه في طريقه للمدرسة .

بعد قليل من الوقت يحضر محمد إبراهيم و معه زوجته.
محمدإبراهيم : كيف حالك يا بطلي .
إبرايم : بخير ، يجب أن أعرف لماذا إشتركت لي في هذه البرامج و الدورات الدراسية .
محمدإبراهيم : لأن مستواك الدراسي متدني و لو إستمريت هكذا لن تقبل بك أي جامعة عريقة .
إبرايم : كيف عرفت مستواى الدراسي .
محمدإبراهيم : إطلعت على تقاريرك الدراسية .
إبرايم : بأي حق و بأي صفة تطلع على تقاريري الدراسية .
محمدإبراهيم : بصفتي جدك و هذا حقي .
إبرايم : هذا مجرد تشابه أسماء ، أنا جدي متوفي .
محمدإبراهيم : أنا هو جدك و أقف أمامك الأن و لست متوفي ، ألم تسأل نفسك عن سر الشبه العجيب بيننا .
إبرايم : و هل والدي يعرف أنك على قيد الحياة .

يلتفت محمد لزوجته و يضحك و يقول : أنظري حبيبتي ألم أخبرك بقوة شخصيته و مدى ثباته الإنفعالي ، يذكرني بوالدي .
سلجا : أنا لم أصدقك و كذلك تلك التحاليل لم أصدقها ، و لكن عندما رأيته تأكدت مائة في المائة أنه حفيدك .
إبرايم : لم تجب على سؤالي .
محمد : لا أعرف إجابة هذا السؤال ، فقد إنفصلت عن جدتك ليزا بعد أن خانتني مع جاك و أخبرتني أن هذا الطفل يوسف ليس ولدي و أنه إبن جاك .
إبرايم : و هل صدقتها .
محمد : رأيتها بأم عيني و هي معه في الفراش ، كيف سأكذبها في أمر كهذا ، و هذه الأمور لا تمذح فيها النساء ، فكل واحدة تعرف جيدا من هو والد طفلها .
إبرايم : ماذا فعلت وقتها .
محمد : رجعت بلدي تركيا و طلبت من والدي أن يسامحني ثم تزوجت بنت عمي سلجا و أنجبت منها عائشة بنتي رحمة الله عليها ، والدة حمزة ثم حدثنا حمزة عن هذا البطل الشجاع الذي يدافع عنه و عن كل طفل يتعرض لأي نوع من الأعتداء و كيف أنه أسمه مشابه لأسمي ، فوجدت زوجتي سلجا تطلب مني السفر و تقديم الشكر لهذا البطل ، و عندما رأيتك و تحدثت معك تأكدت أنك حفيدي و أن يوسف ولدي .
إبرايم : هل ستخبر جدتي بأنك تعرفني .
محمد : الأمر عائد لك ،هل تريدني أن أخبرها أم لا .
إبرايم : لا ، لا تخبرها ، فجاك يكرهني لأني أشبهك و هو لو عرف بوجودك في حياتي سوف يجعلني أترك هذه المدرسة و أرجع لأعيش معهم .
محمد : هل تكره الحياة هناك .
إبرايم : أنا أمقتها ، لدي أصدقاء عرب هنا و أتابع معهم ما تفعله إسرائيل في أهل فلسطين العذل و المذابح التي قاموا بها ، هذا بالإضافة لكره جاك لي و حرماني من أمي و سلبية أبي و ضعفه أمام أمي و جدتي ، أنا أمقت الحياة هناك و لا أريد العودة هناك أبدا .
محمد : ما رأيك أن تأتي عندي مع حمزة لتقضي الأجازة ، و إن أعجبتك الحياة هناك تأتي لتعيش معنا .
إبرايم : و هل ستوافق ليزا .
محمد : سأفعل المستحيل لتوافق .
إبرايم : هل ستحرمني من أمي .
محمد : بالطبع لا ، و لن أحرمك من أبيك أو جدتك ، فصلة الرحم يأمر بها الإسلام .
إبرايم : موافق .
محمد : على أي شيء توافق .
إبرايم : على كل شيء ، على كونك جدي و على قضاء العطلة عندك و على البرامج الدراسية .
محمد : هههههه ، هذا هو أسدي .
يحضنه محمد ثم يأتي حمزة و يعرف أن إبرايم إبن خاله ليطير من السعادة و يجري ليخبر الجميع بذلك .
..........................

نجع الجن تأليف سماح عياد (عريس من تل أبيب )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن