الفصل الثمانون

68 7 7
                                    

الفصل الثمانون .
نجع الجن تأليف سماح عياد  .

حمزة : لقد تحققت كل أحلامي و دخلت إلى إحدى القصص الخيالية التي أحب قرائتها .
يوسف : هل تأكدتم الأن من وجود الشبح بعد أن رأيتموه بأعينكم .
إبرايم : أنا لم أتأكد أنه شبح ، قد يكون أي شخص يريد أن يخيفك .
حمزة : و لماذا لم تتأكد ، عامتاً لا تحزن يمكنك أن تتأكد غداً عندما يحضر .
إبرايم : ماذا لا مستحيل أنا مسافر اليوم ، هل أنا مجنون لأبقى في نجع الجن و العفاريت هذا .
أبو يوسف : هل ظهر لك هذا الشبح من قبل يا يوسف .
يوسف : لا لم يظهر و لم أشعر بوجود أي شيء غريب طوال فترة العشر سنوات الماضية .
أبو يوسف : إذاً ما سبب ظهوره الأن .
يوسف : السائق و أهل النجع يقولون أنه جدهم الأكبر علي و يظهر عندما يتم خداع و ظلم أحد أحفاده و لا يستطيع هذا الحفيد أن ينتصر لنفسه .
حمزة : لقد تفاجأ بوجودنا ، لذلك رحل و لكن عندما نسافر نحن سيعقد معك لقاء خاص .
يوسف بغضب و خوف : هل هذا وقت مزاح .
حمزة : أنا لا أمزح ، يجب أن تعتذر من سلوى اليوم و تتعهد لها بعدم تكرار ذلك و تحاول أن تجعلها تعود معك هنا اليوم حتى لا يزورك جدها .
إبرايم : أنا متأكد أنه لا يوجد أشباح و ما رأيناه رجل متنكر جاء ليخيف يوسف .
أبو يوسف : أي كان ما رأيناه رجل أو شبح يجب على يوسف أن يعتذر من سلوى و تعود معه لبيتها .
حمزة : يا جدي هل يسرى حفيدته أيضاً أم من ينتهي أسمائهم بعلي الجن فقط .
أبو يوسف : هي حفيدته و لو خنتها سيأتي جدها و يجعل الثعبان يبتلع رأسك .
حمزة : إبرايم هل تسدي لي معروف و تقنع أختك أن تخلعني ، فأنا أخاف لو طلقتها يعتبر جدها هذا الطلاق خيانة و يزورني هو و الثعبان الخاص به .
يوسف : هل يمكن أن تكف عن المزاح قليلاً .
حمزة : أقسم أنني لا أمزح ، أنا الأن في السابعة عشر و بعد عدة أشهر سأصبح في الثامنة عشر و أنا أحب زميلة لي في المدرسة و هي تحبني و قد إتفقنا على الزواج بعد عام أو عامين .
أبو يوسف : و يسرى زوجتك .
حمزة : جدي هل أنت جاد ، إنها طفلة في السادسة من عمرها ، أنا لا ذنب لي في تخلف هؤلاء القوم .
يوسف : سأحضر يسرى و أجعلها تنهي هذا الإرتباط و لتعش حياتك كما تريد و تتزوج من تحبها و أنسى ما حدث هنا و لا تخبر به أحد .
أبو يوسف : و إن رفضت .
يوسف : هي تحبني و لن ترفض و لكن ليا رجاء .
أبو يوسف : ما هو بني .
يوسف : أن يبقى الأمر سري و لا يعرف أحد أننا فسخنا هذا العقد .
إبرايم : لما يا أبي .
يوسف : كم هي جميلة كلمة أبي منك يا بني .
أبو يوسف : ستحدث تعقيدات نحن في غنى عنها الأن ، كلام الحاج معوض واضح إما يقبل بما أقره المجلس كله أو يرفضه كله .
إبرايم : متى ستذهب لسلوى .
يوسف : سنذهب بعد قليل لنصلي الفجر في المسجد و سأتحدث مع الحاج معوض حول هذا الموضوع بعد صلاة الفجر .
..............
يتذكر إبرايم ما حدث .
تعود إبرايم على تحليل الحقائق و إعتماده على العقل و الأدلة و البراهين في كل شيء ، فهو شخص عملي .
بسبب ضخامته و قوته و تدريباته المستمرة على بعض الرياضات العنيفة لم يعد يوجد للخوف مكان في حياته و لا في قلبه و لكن ما عاشه معهم ليلة أمس شيء مختلف شيء لم يشعر به منذ أن كان طفل صغير ضعيف في تلك المدرسة الداخلية التي ألحقه بها جاك هذا الشيء يسمى الخوف .
هو لم يكره في حياته كلها شيء سوى الخوف و فعل كل ما فعله في حياته لقهر هذا الخوف .
الأن و بعد أن قهر الخوف في حياته و لم يعد له مكان يجد ذلك الشعور يقتحم حياته مرة ثانية و يسلسله و يجعله عاحذ و يشعر أنه من شدة الخوف سيتبول في سرواله .
رفض يوسف أن ينام وحده و كم سخر منه هو و حمزة و لكن مع الرعب الواضح على يوسف وافق جدهم على أن يناموا كلهم في الصالة فقام كل واحدٍ منهم بوضع فراش لينام عليه و قد أصر يوسف أن يكون في وسطهم .
تعجب إبرايم من خوف والده و لكنه أشفق عليه فوالده عاش عمره كله مدلل من جدته و أمه و هو ضعيف الشخصية .
ولكنه إختلف كثيراً بعد زواجه من سلوى و تغير للأفضل و لكنه سيظل عمره كله في نظر إبرايم ضغيف الشخصية .
ناموا جميعاً و لكن في منتصف الليل إستيقظوا جميعاً على أصوات مرعبة و صرخات متفرقة تصدر من إحدى الغرف .
أراد إبرايم النهوض و تفقد الأمر و لكن يوسف حاول منعه و عندما هدأت و أختفت الأصوات وفق يوسف و إتجه إبرايم إلى الباب و فتحه و عندما فتحه وجد أمامه ظل لرجل ضخم و يحمل في يد عصا عليها أثار دماء و يتبعه ثعبان ضخم .
تسمر إبرايم في مكانه و هو يشعر بالرعب و قد شل جسده و لا يستطيع التحرك و هذا الظل يقف أمامه مباشرة و عندما أراد الثعبان أن يتحرك نحو إبرايم رفع الظل يده فتوفق الثعبان و عاد إلى جانب الظل مرة أخرى .
يتراجع إبرايم نحو والده و جده و حمزة و كلما تأخر إبرايم خطوة تقدم الظل خطوة .
صمت رهيب يعم المكان و لا يسمع سوى صوت خطوات الظل و أنفاسه التي تخنق المكان .
يقفذ إبرايم على الفراش وسطهم و هو يشعر بالخوف و الرعب و كذلك والده و جده و حمزة الذين لا يصدقون ما يحدث أمامهم فقد إعتقدوا أن يوسف كان يتخيل أو يحلم و لكن أن يكون الظل أمامهم هو أمر مستحيل .
يمسكون ببعضهم من الخوف و يتقدم الظل ثم ينظر لهم و يمرر نظراته القاتلة بينهم ليتوقف نظره على يوسف الذي يموت من الرعب حتى أنه من الرعب ظهرت بعض الشعيرات البيضاء في رأسه .
يحاول الثعبان التحرك و لكن الظل يمنعه و يعود من حيث أتى بعد أن زلزل كيان إبرايم و أعاده لسنوات كثيرة قد مضت و ذكره كم هو ضعيف و يحتاج لمن يحميه ..

نجع الجن تأليف سماح عياد (عريس من تل أبيب )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن