الفصل الثالث و الخمسون .
نجع الجن تأليف سماح عياد .بعد أن رحل الجميع جلس الحاج معوض مع أهل بيته و تحدث لهم و قال : أنا مقدرش أمنعك من أخوكي يا أم عادل بس أنا مقدرش أعيش من غير عيالي ، عادل و سلوى هما عيالي و أول فرحتي ، مقدرش أنام و هما بعيد عني .
أم عادل : ربنا يجاذيك خير بمقدار إحسانك و تعبك مع اليتامى دول .
عادل : إنت عمي و أبويا و صاحبي و أنا مقدرش أعيش بعيد عنك .
سلوى : عمي إحنا منعرفش غيرك إنت أبونا ، ربنا يخليك لنا .
محمد : هنا بيتكم و إحنا إخواتكم و أنا مقدرش أستغنى عن أخويا الكبير و سندي .
فتحي : و أختك الكبيرة عادي تستغنى عنها .
معوض : ياد حد قالك قبل كده إنك بارد و مبتحسش .
فهمي : البت ملك مبتقلهوش غير يا واد يا بارد .
معوض : و الله البت دي بتفهم ، خلاصة الكلام علشان أنا عايز أقوم أنام ، دا بيتك يا أم عادل و بيت عيالك و محدش يقدر يمنعك عن أهلك تروحي زيارة إنتي و عيالك و تيجي لبيتك ، يلا تصبحوا على خير ، أدخلوا ناموا الوقت إتأخر .
ينصرف الجميع و تبقى أم عادل و أم محمد .
أم محمد : أنا مش هقعد في البيت دا من غيرك .
أم عادل : يا وليه بطلي بكش ، ليه هو إنتي تقدري تستغني عن أبو محمد ، قومي إطلعي بدل ما ينزل يولع فيا .
معوض ينادي على زوجته .
أم عادل : ههههه قومي يختي شوفي جوزك .
تصعد أم محمد لزوجها و تجلس بجواره على الفراش فينام على رجلها و تمسد هي على شعره و يقول : مطلعتيش ورايا ليه ، إنتي عارفة إني مبقدرش أنام غير في حضنك .
أحلام ( أم محمد ) : بتحبني يا معوض .
معوض : بتسألي يا أحلام بعد السنين دي كلها ، إنتي مش حاسه باللي في قلبي ليكي .
أحلام : حاسه بس بحب أسمعها منك ، بتهون عليا التعب كله .
معوض : أنا عارف إني ظلمتك معايا لما خليتك تبقي مسؤلة عن بيت فيه ست غريبة و عيال بيشاركوكي في بيتك و في جوزك ، بس أنا عارفك يا بنت عمي أصيلة و عاقله ، و مسمعتيش لزينب و هدى و لواحظ اللي عايزين يخربوا الدار شويه يقوللك معوض هيتجوز نجاة و لما ملقوش كلامهم جايب نتيجة و سلوى كبرت قلبوا الدفة على سلوى و بقوا يذنوا على ودانك و يقولوا معوض مش عايز يجوز سلوى علشان بيحبها و عجباه ، بيوقف سوقها لغاية لما تعنس و ياخدها هو ، بس أنا عارف حبيبتي اللي قلبها و عقلها كبير و يساع الدنيا دي كلها عمرها ما سمعت لهم ، أنا بحبك يا أحلام و لو حطوا نسوان الدنيا دي كلها في كفة و حطوكي في الكفة التانية هختارك إنتي .
أحلام : بس إنت مكنتش عايز تتجوزني و كنت بتحب واحدة تانية و عايزها بس أمك الله يرحمها هي اللي إختارتني و قالتلك هي دي اللي هترضى تعيش مع عيال الشهيد .
معوض : اللي إنتي بتقوليه صح مش غلط يمكن مكنتش واخد بالي منك و كنت ماشي في سكة تانيه بس ربنا إختار ليا الأحسن و أكرمني بيكي و زرع محبتك في قلبي و خلاك نور عيني اللي لو غابت عني دقيقة واحدة ميبقاش للدنيا طعم .
أحلام : يعني لو نجاة و عيالها مشوا مش هترجع لحبك القديم و خصوصا إن جوزها مات و هي مخلفتش و لسه زي القمر و لا كأن السنين عدت عليها ، أما أنا الخلفة و الشقا هدني .
معوض : دا كان طيش شباب و راح لحاله و إنتي بوجود نجاة و عيالها أو من غيرهم ملكة قلبي و بيتي و عمري ما أفكر في واحدة غيرك ، و بعدان مين هي اللي إتهدت يا وليه إنتي بتغذي عنك العين ولا ايه ، دا إنتي أحلى و أصبى من مرات إبنك و بنتك ، و كل يوم بتحلوي أكتر و يزيد جمالك في عنيا أكتر .
أحلام : يعني عمرك ما هتتجوز عليا و تقول أخد واحدة من مقامي بدل البت اللي كانت بتيجي تخدم في الدار و أهلها مش لاقين ياكلوا بعد أبوها و أمها ما ماتوا و سابوها هي و أخواتها .
معوض : إنتي مقامك عالي يا بنت عمي و لما تبقى عيله صغيرة تشتغل علشان توكل أخواتها البنات اللي أصغر منها و تربي أخواتها و متقبلش صدقة من حد و ترفض تتجوز علشان تربي أخواتها و تضحي بنفسها علشانهم تبقى مقامها عالي و أنا اللي مش قد المقام يا بنت عمي .
أحلام : إنت ضحيت يامه علشان اليتامى عيال الشهيد و لو عايز تتجوز أنا مقدرش أقلك لأ و محدش يقدر يلومك .
معوض : أتجوز ليه و أنا متجوز ست الستات و زينة الصبايا و عندي منها بدل الراجل أربعة اللي صاينه داري و رافعة مقامي بين الخلق ، اللي كل يوم مهدود حيلها في واجب الضيافة للرجالة اللي مبتخلاش منهم المضيفة و الأكل اللي كل معمول للناس اللي ماليه الدار كل يوم و التاني و لا عمرها إشتكت و لا قالت تعبت و لا قصرت رقبتي قدام حد ، العاقلة أم قلب كبير ست داري و ست قلبي اللي مفيش واحده تانيه تقدر تاخد مكانها .
أحلام : مكنتش عايزني و أمك غصبتك عليا و تممت جوازك مني لما هددتك يا تتمم جوازك مني يا هتقول للنجع كله إني مش بنت بنوت ، و دلوقتي لما حلمك القديم رجع تاني قدام عنيك ، و هي حطاك في دماغها و كل شويه تجيلك في موضوع مش هتحن و تتجوزها .
معوض : مش عارف ، بس إنتي و شطارتك بقا ، فاكره وقعتيني إزاي زمان .
تبتسم أحلام بخجل و تقول : ما هي أمك اللي قالت لو معملتش كده هتسيبني .
معوض : هههههه و مكسوفة من ايه ، و بعدان إنتي كنتي خايفه أسيبك ليه و أمي عمرها ما كانت هتفرط فيكي و كنتي هتعيشي أحسن عيشة من غير وجع الراس بتاع معوض .
أحلام : و أنا من غيرك أبقى عايشة ، و وجع راس ايه دا مش وجع راس دا الحاجة الحلوة اللي بتخليني أحب نفسي و أقدر أكمل .
معوض : و إنتي كل يوم بتذيدي غلاوة في قلبي ، بس بردوا أنا مضمنش نفسي يعني لازم تخليني على طول متعلق بيكي و مفيش نفس أبص لواحدة تانيه .
أحلام : كده طيب يلا قوم شوف أنا أشتريت ايه النهارده .
معوض : لأ بقلك ايه أنا عايز أنام .
أحلام : مفيش نوم غير لما تشوف الأول و بعد كده لو عايز تنام أبقى نام براحتك .
معوض : يا بنت الحلال ورايا شغل من الفجر ، و لو شفت اللي هتلبسيه دلوقتي يبقى مفيهاش نوم .
أحلام : خلاص براحتك .
معوض : و أنا مقدرش على زعل حبيبتي و عمري ، الواد محمد يروح هو السوق بكرة ، يلا وريني إشتريتي ايه .
...................
صباح : إزاي إنت هادي كده و مراتك مخطوفة .
حازم : متخافيش يا ماما ، أنا عارف هي فين دلوقتي .
مدحت : يا برودك ياخي ، و طالما إنت عارف هي فين تعالى تروح نجيبها .
مرفت : لأ بلغوا البوليس الأول قبل ما تروحوا ، ممكن الناس دول يئذوكوا .
حازم : متقلقوش أنا مرتب كل حاجة و هنتحرك بس كمان ساعة من دلوقتي .
صباح : إنت مش خايف على مراتك .
حازم : إبتسام محدش يخاف عليها هي تعرف تحمي نفسها كويس ، لكن لو كانت هالة كنت خفت عليها و منها .
مدحت : مينفعش تخاطر بإبتسام علشان تفوز على جابر .
حازم : إبتسام هي الكرت اللي هحرق بيه جابر .
صباح : ليه العدواة دي ، الطيب أحسن يا إبني .
مرفت : أنا أعرف إن جابر صاحبك و في بيزنس كبير بينكم .
حازم : كرهته من ساعة ما شفت إبتسام و اللي عمله فيها زمان و اللي كان عايز يعمله فيها دلوقتي .
مرفت : طيب لو كان عايز يتجوزها قدام الناس كلها على سنة الله و رسوله كنت هتعمل كده برده .
حازم : مش عارف ، بس هو ميستهلهاش ، هي تستاهل واحد أحسن منه .
مدحت : و لو كان فعلا بيحبها و ندم لما عرف إنها إتجوزت و عايز يصلح غلطة زمان و يعوضها عن اللي فات .
حازم : لأ إبتسام مراتي و هتبقى أم عيالي إن شاء الله و أنا عايز أكمل معاها .
صباح : طيب و هالة .
حازم : مالها هالة .
مرفت : هتكمل معاها و لا ايه .
حازم : طبعا أنا مقدرش أعيش من غيرها .
مدحت : إنت حيرتني معاك ، عايز مين فيهم .
حازم : عايزهم هما الإتنين ، واحدة عاملة زي الإدمان بالنسبالي و التانية عامله زي الأكل الصحي اللي يخفف أثر الإدمان و يعمل توازن للجسم و العقل و يخليك تقدر تعيش و تشتغل و إنت مركذ و مش مسطول و تايه .
مرفت : تشبيه عجيب بس فعلا معاك حق ، إبتسام هتعمل توازن لحياتك ، بس لازم يكون في حب .
حازم : و مين قال إن أنا مبحبش إبتسام ، أنا بحب أكلها بحب طريقة كلامها و هزارها بحب إهتمامها بتامر و إن تامر شايف فيها صورة الأم اللي مهما كانت ماما مهتمة بيه و عنده دادة بس هو محتاج أم و الأم دي هي إبتسام اللي بتسيب أي حاجة بتعملها حتى لو كانت بتاكل و بتجري عليه علشان تشوف هو بيعيط ليه ، و بحب العلاقة معاها .
مدحت : ياخي إتلم بقا و راعي إن أمك و أمي موجودين .
حازم : مش بوصف لكم حبي لها بدل ما تتهموني إني شايفها خدامة و دادة لتامر و بس .
صباح : لو متكلمتش دلوقتي و قلتلي إبتسام فين هولع فيك .
مرفت : سايبنا على نار و هو ولا في باله .
حازم : أصل الأمور ماشيه زي ما توقعت بالظبط .
مدحت : وضح كلامك و بلاش الألغاز .
حازم : جابر لما يعرف إني إتجوزت حبيبته هيتجنن و هيحاول معاها بأي طريقة علشان ترجعله و يفكرها بحبه و كده يعني ، بس إبتسام رغم إنها بتحبه و بتعشقه إلا إنها بميت راجل فهيخطفها و يحاول معاها من جديد و لو منفعش يبتذها بإخواتها أو بأبوها أو بيا و بأي طريقة يوصل للي عايزه حتى لو دمرها المهم محدش يلعب باللعبة بتاعته و لو لزم الأمر إنه يدمرها مفيش مانع .
مرفت : و سايبها معاه ، إنت ايه ما بتحسش .
حازم : أنا مش سايبها معاه لوحدها ، أنا إشتريت راجل من رجالة جابر و هو طمني عليها و هي حاليا نايمة بسبب المخدر اللي جابر رشه عليها و هو حاليا رجع بلدهم تاني علشان لما أروح أدور عليها يقول إنه ماإتحركش من البلد أصلا .
مدحت : طيب هتعمل ايه دلوقتي .
هبلغ إن مراتي إتخطفت و هخلي البوليس يفرغ الكاميرات اللي في المطعم و اللي على باب العمارة و اللي في الشارع و البوليس هو اللي يتصرف .
صباح : و هو مفكرش في كده و إنك هتفرغ الكاميرات و تبلغ البوليس .
حازم : أنا زرعت كاميرات تانية مستخبية هو ميعرفش مكانها .
مدحت : ايه يا إبني المخ ده ، دا الواحد يخاف منك كده .
حازم : بحكم المهنة يا دكتور إنت بتتعامل مع شعراء و شباب في سن الورد ، لكن أنا بتعامل مع شياطين ، و بعدان متخافش مني خاف على اللي مش مني .
صباح : يعني مفيش أي خطر على إبتسام .
حازم : طبعا لأ يا ماما لو في خطر عليها بنسبة واحد في الميه أنا كنت إدخلت فورا .
...............
سلوى : يعني إنتي هتيجي بكرة ، إن شاء الله .
سارة : أيوه ، أنا مريضة بالسكر و الضغط و عندي بعض مشاكل بسيطة في الكلى و عندي غضروف في ضهري و الركبة .
سلوى : متقلقيش إنتي بس تاكلي شيكولاته بعد ما توصلي هنا و أول ما تلاقي نفسك دايخه أطلبي من أي حد إنه يساعدك و يوديكي للدكتور ، بس أوعي تبيني إنك تعرفيني .
سارة : تمام متخافيش ، مع السلامة .
سلوى : مع السلامة .
تنهي سلوى المكالمة و هي تدعوا الله أن تسير الأنور كما خططت لها بدون أي مشاكل و تتزوج هذا الغريب و بعد فترة تنفصل عنه و تستقل بحياتها بعيدا عن النجع و تكمل رسالة الدكتوراه و تعود لعملها دون الخوف من أحد و ستستغل مدحت في هذا الأمر فهي ستكون في حماية خالها ، ما أجمل هذه الكلمة خالي مدحت .
أنت تقرأ
نجع الجن تأليف سماح عياد (عريس من تل أبيب )
Tiểu Thuyết Chungقصة اجتماعية رومانسية من قلب ريف مصر لفتاه تحلم بالتخلص من قيود العادات و التقاليد الباليه و التي يرعاها و مسؤل عنها هو عمها وهو اكثر شخص متمسك بهذه العادات والتقاليد فهل ستصتطيع كسر هذا القيد أم ستكون ضحيه لة