الفصل الثامن

62 6 8
                                    

الفصل الثامن

نجع الجن  تأليف سماح عياد.

تخرج سلوى  و أمل من الكلية  لتجد نضال ينتظر على  باب الكلية  .
نضال :  ما لسه  بدري يا  هوانم  ، بتخلصوا  الساعة  إثنين  و دلوقتي  إثنين  و نص  .
أمل   :  أخويا حبيبي  ساعة بج بن  لا تقدم و لا تأخر ثانية .
سلوى  :  هههههه  معلش يا نضال أسفين  على  التأخير  ، هو عم إسماعيل تعبان ولا ايه  .
أمل  :  هما مين اللي أسفين  ، ليه هو مش عارف  هي أول  مرة  ماهو عارف عندما يكون موعد الانصراف  من العمل في الساعة الثانية  فيجب على  سيادتكم  الحضور في تمام الساعة  الثالثة  فاهم يا حبيب أختك  أديني  قلتهالك بالفصحى  ، فينك يا أبو إسماعيل  أنت  اللي فاهمني.
نضال :  هههههه  والله  اللي كل الناس تعرفه إن لما يكون  ميعاد الانصراف  من الشغل الساعة إثنين فكل  الموظفات  بيطلعوا الساعة واحدة مش تلاتة .
أمل  :  الموظفات المتزوجات و ليس الآنسات  .
نضال : إنتي واكله  بصل يا بت  ، و الله  مانا عارف مين اللي داعي عليك يا محمد يا صاحبي ، و الله  يا سلوى  نصحته  و قلتله دا أنا  أخوها  مش طايقها .
أمل  :  دا أمه دعياله في ليلة  القدر علشان ربنا  يرزقة  بواحدة  هادية و زي النسمة  اللي هي أنا.
سلوى   : هههههه  يلا يا نضال دي ما بتفصلش  ، عندنا ختمة النهاردة ، إنت  مش هتيجي .
نضال : معلش يا سلوى  أنا  اعتذرت للحج معوض  ، إبن  عم مراتي فرحه النهارده و طبعا لو مرحتش  إنتي  عارفة اللي هيحصل  .
أمل  :  الحكومه  تزعل منه ، أصل الحكومة عندنا مسيطرة .
نضال : إتلمي يا أمل  أحسن لك .
سلوى  : واجب على الزواج  إنه  يراعي مشاعر زوجته و يحاول يسعدها على  قد ما يقدر ، و دي سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم .
يوقف نضال تاكسي و يركب هو في الأمام  بجوار السائق و سلوى و  أمل بالخلف  ، إنطلقت السيارة   و  لم تمضي  دقيقة  على  ركوبهم  ليصدح صوت الراديو  بأغنية  إني  خيرتك  فأختاري  لكاظم  الساهر ، لتنظر أمل  لسلوى  و تنطلق ضحك  لينظر إليها نضال بغضب و لم تستطع  سلوى  أن  تخفي ضحكتها ، لينظر لهما  نضال بتعجب و لم يستطع  أن يسأل عن سبب ضحكهما  ، فهو يعرف القواعد  جيدآ  ممنوع أي  كلام في وسائل المواصلات  ، ليصل التاكسي إلى الموقف و تنزل أمل  جري إلى  المنزل و هي تقول متمشيش يا سلوى .
نضال :  مالها دي  .
لم يكمل كلامه حتى وجد أمل  تخرج من المنزل و تعطي سلوى  شريط كاست  لتأخذه  سلوى  وتذهب لتركب سيارة الأجرة  لمدينتها و بالطبع الكل يعرفها  في موقف السيارات و يمشي على  القواعد  التي وضعها الحاج معوض منذ أول  يوم لها في الكلية  حيث أنه ذهب إلى  الموقف وعرف الجميع  أنها  تبعه و أنها  بنت أخته  ( و كأنه عيب في حق عائلة  الجن أن تخرج إحدى بناتها للتعليم في الكلية   ، نحن الآن  في عام ١٩٩٩ وعلى  أعتاب  الألفية  الجديدة  و عمي يشعر بالخزي  من أن تتفوق  إحدى  بناته و تكمل تعليمها الجامعي  ،اه من العادات و التقاليد)  وطبعا هو غني عن التعريف  فالكل يعرفه بسبب ثراءه و تجارته و حضوره للمجالس العرفية  لحل النازعات  بين العشائر و الأفراد  .
لقد حظر كل سائقي الموقف أن  تتعرض سلوى  لأي نوع من المضايقات  أو  التحرش  هي ستأخذ  الكرسي الأخير  في السيارة لوحدها و ستدفع  أجرته كاملة  و لو ضايقها أحد  سوف ينال جزائه من الحاج معوض و قد أخذ  أسماء سائقي الموقف و أرقام سياراتهم ، و حظر سائس  الموقف أن  يحاول أحد التحدث إليها  أو مضايقتها .
فلم يسبق لأي سيدة أو فتاه من نجع الجن أن ذهبت إلى  عاصمة  المحافظة  وحدها فكيف بفتاة  صغيرة و جميلة مثلها أن  تسافر يوميا وحدها  إلى  المدينة  و ما الذي ستتعرض له من مضايقات و تحرش في وسائل  النقل العام  و خاصة أنها وحدها ليس معها أحد  من النجع سواء  بنات أو  بنين ليكون أنيس  لها في رحلتها اليومية  و قد تتأخر  المحاضرات  فلا تجد وسيلة مواصلات  إلى  قريتها  ، فكان الرفض من الجميع  أن  تكمل تعليمها  الجامعي  و لكن بعد إصرار  سلوى  و إمتناعها عن تناول الطعام  و بكائها  المستمر وإ قتراحها
أنها سترتدي النقاب و عباءة  سوداء واسعة و لن يظهر منها شيء  و أقسمت أنها لن تتحدث مع زملا ئها الذكور و سوف تحافظ على  نفسها من أي  شيء  يسيء لها أو لسمعتها ، في النهاية رق لها قلب أخيها  و أمها و ضغطوا على  عمها معوض  فوافق  و كان أمامها  إما  كلية التربية  أو الآداب  فلا يوجد في المحافظة  كليات غيرهما  بالإضافة  إلى  بعض المعاهد المتوسطة ، فإختارت سلوى  كلية التربية  و لكن عمها رفض لأن بها جانب عملي و قد تصر سلوى  بعد ذلك على  العمل و هذا شيء  مرفوض ، فإختار لها عمها كلية الآداب  فلم يكن أمامها سوى  القبول و خاصة مع إعتراض  أعمامها و أبنائهم  و تعجب أهل النجع مما يحدث  و قد أصر الحاج معوض أن يتفرغ أخيها  لإصالها للكلية  و إنتظارها  ليعود بها كل يوم لمدة إسبوع  حتى  تتعود  المواصلات  ليطمئن  الحاج معوض من عدم وجود  أي مضايقات لها كما  أنه رفض ركوبها لوسائل  النقل الجماعي  العام  بسبب إزدحامه ، ولتركب سيارات الأجرة  بدلا  منه فهي بذلك لن تتعرض لأي مضايقات ولن يركب معها أي  من طلبة أو طالبات  الكلية لأن سيارت الأجرة  مكلفة ، كما أنه خصص لها سيارة تاكسي تقلها يوميا  من الموقف  في المدينة  الكبيرة  إلى  الكلية  لينتظرها السائق  يوميا  و الذي هو رجل  كبير  في السن  ، و ما عرفته سلوى  بعد ذلك أن عمها معوض  قد اشترى هذه السيارة و أعطاها لهذا الشخص الذي يعرفه و يثق به ليكون حارس لها و يأتيه بكل أخبارها و أن  هذا السائق  أبو إسماعيل  يسدد ثمن السيارة على  أقساط  و هو لا يتحرك من الموقف حتى  يتأكد من ركوب سلوى  لسيارة  الأجرة  و إنطلاق السيارة  ،
أحبت سلوى  أبو إسماعيل  وإحترمته فهو مثل والدها و هو اعتبرها مثل إبنته  و هو الآن  يعرف سرها و لاتتخيل أن يصيبه مكروه إذا  عرف عمها أنه  يخفي عليه عملها بالجامعة .

حامي حمى العادات والتقاليد  هو الحاج معوض.
مثلآ  ممنوع إرتداء الفتيات  للبنطلون ( السراويل )  حتى  لو كانت البلوزه  طويلة و البنطلون واسع  و كذلك وضع أي  من مستحضرات  التجميل إلا إذا  كانت عروس في حفل الزفاف  أو الخطبة فقط و من أرادت وضع مستحضرات  التجميل  فتضعها في بيتها فقط أما  في خارج البيت ممنوع وأمام  أي  أحد  سوى  زوجها  ممنوع و عيب ، كذلك عيب نشر ملابس النساء في أول  حبل غسيل  فملابس النساء  لا يراها  أحد حتى  لو كانت عباءة سوداء  فهذا عيب فيجب نشر ملابس الرجال أولا  و إن  لم يوجد  فيجب سترها وراء مفرش من مفارش  السرير  و إن  خالفت إحدى الأطفال  ذلك دون قصد  يضربها والدها ضرب مبرح  و عندما يحاول  أحد منعه يقول له الآخرون  ( سيبه يربيها بدل ما تفضحنا ) ، هذا عقاب طفلة دون قصد خالفت  أتفه  العادات والتقاليد  دون قصد  فماذا  سيفعل عمي لو عرف من سيمنعه أو يستطيع أن  يقف في وجهه أخي  و أولاد عمي لن يستطيعوا أما أعمامي و أولادهم و زوجاتهم لا بالطبع فهم سيكونوا عون لعمي معوض و وقتها لا أتخيل  ما هو العقاب  فلم يسبق  أن  فعلتها أي  واحدة  قبلي  ، يالله  رحمتك .

نجع الجن تأليف سماح عياد (عريس من تل أبيب )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن