الفصل الثامن و التسعون .
نجع الجن تأليف سماح عياد .بسمه : يرضيك يا سالم اللي بابا بيعمله
سالم : حازم باشا إتصل عليكي زي ما إتصل عليا ، صح و لا أنا غلطان .
بسمه : أيوه إتصل عليا ، و متتخيلش قد ايه زعلت من بابا ، ليه عايز يدمر حياة إبتسام بعد ما إستقرت .
سالم : و المطلوب دلوقتي ايه .
بسمة : ايه البرود اللي إنت فيه ده .
سالم : إنتي عايزاني أعمل ايه .
بسمه : تروح تكلم بابا و تمنعه من إنه يدمر حياة بسومة للمرة التالتة .
سالم : إنتي عارفة إن حازم بيكره بابا و عايز يبوظ علاقنا ببابا ، فيريت متسمعيش كلامه تاني .
بسمه : يعني نسيب بابا يبوظ حياة إبتسام .
سالم : و مين قالك إنه هيبوظ حياتها ، ليه ميكونش بيختبر قوة علاقة إبتسام بجوزها .
بسمه : يعني ايه مش فاهمه .
سالم : نور ، مش هينفع نقول إبتسام تاني ، لأنها فعلاً بقت نور ، المهم ، لو جوزها وافق إنه يطلقها يبقى مبيحبهاش و عمره ما هيقدر يحميها أو يسعدها .
بسمه : طيب و نور و حالتها النفسية ، دي مش فارقه معاكم .
سالم : هي لسه في البداية و ملحقتش تتعلق بيه ، و لو رجعت دلوقتي هتعيش معانا من غير أي حساسية ، لكن لو رجعت بعد سنتين أو تلاتة أو عشرة .
بسمه : مع شخصية نور ، عمرها ما هترجع لأنها هتحارب و تضحي علشان تعيش و تحس إنها نجحت .
سالم : و طبعاً كل ده على حساب حالتها النفسية ، و أنا عايز ألفت نظرك لنقطة تانية مهمة .
بسمه : ايه هي ؟
سالم : بطبيعة الإنسان أنه بيحب الشيئ الصعب و كل ما تحاول تاخد منه الشيئ ده بيذيد تمسكه بيه و قيمته عنده بتذيد ، و الشخص ده إتجوز نور كنوع من الشهامة مش أكتر ، يعني هي بالنسباله ملهاش قيمة ، لكن لو رفض أنه يطلقها يبقى أكيد حبها و قرر إنه يكمل حياته معاها و هيحاول يسعدها على قد ما يقدر .
بسمه : طيب و بابا هيرضى بكده .
سالم : أنا إتكلمت مع بابا و هو قال لو جوزها طلقها هيسيبلها حرية الإختيار في إنها ترجع لبابا ولا لأ و لو جوزها تمسك بيها و رفض يطلقها هيكون سعيد لأنها في النهاية لقت شخص يحبها هي لشخصها مش كوسيلة للهروب أو وسيلة للإنتقام .
بسمه : معقوله بابا قال كده ، يا حبيبي يا بابا و أنا كنت ظالماه و صدقت كلام حازم .
سالم : متصدقيش أي كلمة تتقالك و لازم الأول تسمعي من الطرفين و تحكمي عقلك قبل ما تحكمي .
..............سلجا : لم تكف عن البكاء منذ أن حضرت و ترفض تناول الطعام ، أنا أخاف عليها .
أبو يوسف : سأدخل لها .
سلجا : لا لن تدخل لها ، لقد حزرك الطبيب من أي إنفعال .
أبو يوسف : و هل تعتقدين أنني سأكون مرتاح هنا في مكاني و حفيدتي تبكي هكذا .
حمزه : سأدخل لها أنا و إن لم تصمت سأحضرها لك هنا لتحاول أنت معها .
سلجا : لقد إتصل إبرايم و تحدث معها والدها و خالها و جدها و حاولوا أن يجعلوها تكف عن البكاء و تتناول الطعام و لكن لا فائدة معها ، لا أعرف من أين ورثت كل ذلك العناد .
أبو يوسف : ورثته من أمها كما ورثت منها طيبة القلب و الذكاء ، أعادها الله سالمة .
سلجا و حمزة : آمين .
يدخل أصلان إبن سلجا و إبن عم يوسف و يقول : كيف هو حال الصغيرة يا عمي .
أبو يوسف : لم تكف عن البكاء .
أصلان : لا حول ولا قوة إلا بالله ، لماذا لم تقتنع مثل أخيها أن أمها بخير .
سلجا : لقد مرت بموقف صعب و بعدها وجدت نفسها وحيدة .
أصلان : لماذا لا تأتي عندي في البيت لتكون مع بناتي ، قد يسليها ذلك و ينسيها مثل ما حدث مع أخوها أدم .
سلجا : ليس الأن ، عندما تهدأ و تتقبل وجودها معنا سأرسل لزوجتك و زوجة أخيك ليأتوا حتى تلعب مع أطفالكم و لا تشعر بالوحدة .
أصلان : عمي هذا تقرير بجميع أرصدتنا في البنوك .
أبو يوسف : لا يا بني أموالك أنت و أخوك لن نأخذ منها شيئ ، أنا أريد تقرير بأموالي أنا و إبرايم فقط .
سلجا : لما تفرق بينهم و بين إبنك لقد ربيتهم منذ أن كانوا صغار على أنهم أبنائك أنت و ليس أبناء أخيك .
أبو يوسف : يعلم الله أنني أحبهم أكثر من يوسف و لكن هذه مسؤليتي أنا و يوسف و إبرايم فقط ، حتى أموال حمزة لن أمسها .
أصلان : أريد أن أسافر لهم مصر لأكون معهم و أساعدهم .
أبو يوسف : ستسافر و لكن إلى أمريكا لتقابل شخص هناك قد يساعدنا في هذا الأمر .
أصلان : و متى السفر .
أبو يوسف : اليوم بإذن الله .
..........
دخل حمزة حجرة يسرى فوجدها تجلس في الأرض و بجوارها المربية تحاول أن تجعلها تكف عن البكاء و لكن يسرى التي أعياها التعب و الجوع مستمرة في البكاء و تقول بصوت مرهق : مامي ، أنا عايثه مامي .
ذهب حمزة في صمت و جلس بجوار يسرى ، نظرت له يسرى و مالت بجسدها عليه و نامت على رجله فأخذ يملس على شعرها و يغني لها إحدى الأغاني التي كانت أمه تغنيها له و دون أن يشعر سرح في ذكرياته و هو يتذكر تلك السيدة و ذلك الرجل التي لن تنمحي صورتهما من ذاكرته أبداً و لن ينساهما .
سقطت دموع حمزة على وجه يسرى فنظرت له يسرى فوجدته مغمض العينين و يغتي و دموعه تتساقط ، نهضت يسرى و مسحت دموعه و حضنته و نامت على كتفه و هي متشبسة به .
دخل أبو يوسف يتوكأ على عصاه و تساعده سلجا فرئاهم هكذا فتركهم و خرج و هو يتذكر ما حدث قبل سنوات عدة عندما خرجت عائشة و معها أمها و بالطبع صغيرها حمزة الذي كان عشق جدته و فرحة البيت كله ليتنزهوا و يستمتعوا بإعتدال حالة الجو بعد أسبوع قاسي من البرد و تساقط الثلوج .
طلبت منه عائشة أن يشاركهم النزهة و لكنه رفض و تحجج بعمل هام لا يستطيع أن يؤجله و في الواقع أنه كان قد وعد سلجا أنه سيعوضها عن إهماله لها لذلك قرر أنه سيقضي معها اليوم كله لأنه عيد ميلادها و يريد أن يعوضها عن إهماله لها في الفترة الماضية بسبب إنشغاله بالعمل و بعائشة و أمها التي لا تترك له فرصة للتقرب من سلجا أرملة أخوه التي أجبره والده على الزواج بها لرعاية أولاد أخوه و أموال العائلة ،
شعر أنه مقصر معها و هي تحترم غيرة زوجته و لا تريد أن تثير المشاكل بينه و بين زوجته و أم إبنته الوحيدة ، أراد أن يعوض سلجا و خاصة أن اليوم هو عيد ميلادها فأقنع عائشة بالخروج للتنزه و بالطبع لن تتركها أمها فستذهب معها و بنائاً على ذلك حجز هو في فندق من أرقى و أجمل الفنادق و أعد مفاجأة لزوجته الثانية سلجا و زين الحجرة بطريقة رائعة بالزهور التي تحبها و أحضر لها هدايا بعدد أعياد الميلاد التي أهملها فيها بسبب غيرة أم عائشة أو لأنه كان يعدها غريبة عنه .
أنت تقرأ
نجع الجن تأليف سماح عياد (عريس من تل أبيب )
Aktuelle Literaturقصة اجتماعية رومانسية من قلب ريف مصر لفتاه تحلم بالتخلص من قيود العادات و التقاليد الباليه و التي يرعاها و مسؤل عنها هو عمها وهو اكثر شخص متمسك بهذه العادات والتقاليد فهل ستصتطيع كسر هذا القيد أم ستكون ضحيه لة