الفصل الخامس و الستون

75 4 2
                                    

الفصل الخامس و الستون .
نجع الجن تأليف سماح عياد  .

يصل مدحت و معه أهل رنا و أبو يوسف و السيدة سيلجا لينضموا للجميع و يعرفهم مدحت على بعضهم و يجلسوا في جو من الفرحة و السعادة بإرتناط مدحت و رنا و أقبل زملاء رنا في النادي ليباركوا لها على خطبتها
يعجب أبو يوسف و زوجته بهذه العائلة و أكثر ما يشد إنتباهه هذه الفتاة المنتقبة المدعوة سلوى و التي لفتت نظره لإتقانها اللغة الإنجليزية رغم أن مجال دراستها هو اللغة العربية و كذاك دراستها الحرة للطب مع أن هذا النوع غير متوفر في مصر و يعد جريمة يعاقب عليها القانون .
شعر و هو يحاورها أنه يحاور طبيبة متمرسة تملك الكثير من العلم و الخبرة حتى أنها أخذت تسأله في موضوعات لم يسأل عنها أمهر الأطباء و كم كانت سعيدة عندما علمت أنه يعمل في مجال حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة و تمنت أن تشاركه هذا العمل و قد وعدها أنه سيحاول إدراج إسمها على قائمة العمل لديهم و أخذ يتحدث معها عن الدول التي زارها و أغرب الحلات التي قابلها .
أم عادل :  ما تشوف يا عادل أختك اللي من ساعة الراجل دا ما جه و هي مبطلتش كلام معاه و كأنها عمرها ما إتكلمت .
مرفت :  على فكرة مامتك عندها حق أنا حاسة إن مدام سيلجا متضايقة منها و غيرانة .
ينادي عادل على سلوى و يستأذن منهم ليتمشى معها و بعد عنهم قليلا ثم قال .
عادل :  في ايه يا سلوى من ساعة الراجل ده ما جه و إنتي مبطلتيش كلام معاه فين الحياء .
سلوى :  إنت بتعرف إنجليزي كويس و فاهم أنا كنت بتكلم معاه في ايه .
عادل :  و يا ترى كل الموجودين فاهمين طبيعة كلامك معاه ، و أنا أقصد بالموجودين كل الناس اللي حولينا مش أمي و الست أم رنا .
سلوى :  معاك حق يا عادل ، أنا أسفة بس فعلا الراجل دا موسوعة علمية و كمان قال إني ممكن أشتغل معاه في الأمم المتحدة .
عادل :  موضوع الشغل دا مرفوض نهائيا و إنتي عارفة كده و إحمدي ربنا إن موضوع شغلك في الكلية عدى على خير .
سلوى :  ليه بتتكلم عن شغلي كأنك بتتكلم عن جريمة أو شيء مخل بالشرف .
عادل :  أنا مقلتش كده بس إنتي عارفة عمك و تفكير أهل النجع ، و على فكرة أنا مع عمل المرأة و إن شاء الله لما سمر بنتي تكبر و تحب تشتغل مش همانع و هشجعها .

جاء يوسف بعدما إتصل به عادل و أخبره بوجود والده معهم و أنهم جميعا في النادي للإحتفال بخطبة مدحت خال سلوى و طلب منه الإنضمام لهم .

أرسل أيزاك مدير الشركة في تل أبيب فاكس ليوسف و أخبره أن الشخص الذي سيمثل دور والده سيصل اليوم و أرسل صورة له .
أخذ يوسف يتأمل الصورة و يتذكر أنه لم يرى صورة والده أبدا و لا يعرف عنه أي شيء فكان إسم والده و جنسيته فقط هي كل ما يعرفه عن أبيه .
و لكن عندما رائت والدته إبرايم لأول مرة قالت أنه نسخة طبق الأصل من جده و كلما كبر أكدت ليزا أن إبرايم هو صورة طبق الأصل من جده ، و هذا ما أثار غضب جاك و كان السبب الرئيسي في إبعاد إبرايم و إدخاله مدرسة داخلية في دولة بعيدة حتى يمحو أي أثر أو ذكرى لوالد يوسف .
هذه الصورة فيها شبه كبير من إبنه إبرايم ، هل هذا الشخص حقا والده .
ضحك يوسف من تفكيره الطفولي هذا ، فالأموات لا يعودون و والده قد توفي و هو في سن عام واحد ، ينتبه من أفكاره على صوت الهاتف فيجد عادل الذي يخبره أن والده معهم في النادي .
يشعر يوسف بالخوف من هذا الشخص و الرهبة من الموقف و كأنه سيقابل والده الحقيقي .
و كذلك يشعر بالخوف من أن يفسد هذا الشخص زواجه من سلوى و بالتالي يفسد المشروع الذي بدأ وضع خطة العمل و إختيار طاقم العمل و قد نال إعجاب الشركة و سيبدأ بالتنفيذ بعد زواجه من تلك الأرهابية التي قلبت كيانه و جعلته لا يرى من النساء غيرها و منذ أن رأها حرم على نفسه النساء و كأنها أصبحت كل النساء فلم يعد يرى غيرها .

نجع الجن تأليف سماح عياد (عريس من تل أبيب )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن