الفصل الرابع و الخمسون

79 9 3
                                    

الفصل الرابع و الخمسون .
نجع الجن تأليف سماح عياد  .

تذهب أم محمد للحاج معوض لتخبره بما قاله فهمي فيأخذ الحاج معوض هاتفه و يتصل بسايس الموقف .
معوض :  خير يا إبني قالب الدنيا ليه ، هي دي أول مرة يجي فيها ناس تدرس الشجرة  .
السايس :  معلش يا عم الحاج ، بس المرادي واحدة ست زي لهطة القشطة و جايه لوحدها معهاش حد و كمان بتتكلم عربي بس هي خوجايه .
معوض :  يعني ايه جايه لوحدها .
السايس :  نمشيها يا عم الحاج و لا نركبها عربية النجع .
معوض :  لأ ركبها و خلي حد يوصلها للنجع علشان ماتتهوش وسط الغيطان  ، ولا أقولك وصلها بعربية مخصوص لباب داري .
السايس :  و الحساب بتاع العربية على مين  .
معوض :  لو دفعت ماشي مدفعتش يبقى الحساب عليا أنا .
يغلق الهاتف و ينزل لزوجته و يحكي لها عما حدث ثم يذهب للمسجد ليصلي الظهر .

أم محمد :  تعالي شوفي اللي أنا فيه .
أم عادل :  مالك عماله تهللي ليه ، ايه اللي حصل .
أم محمد :  الحاج جاي يقولي إن في واحدة ست جايه عندنا دلوقت علشان تدرس الشجرة .
أم عادل :  و ايه الجديد ، ما إحنا عارفين الموضوع ده .
أم محمد :  السايس بيقوله الست دي زي لهطة القشطة و الحاج خاف عليها فبعت عربية مخصوص تجيبها لهنا .
أم عادل :  إنتي بقيتي غيارة ليه كده ، لا هي أول مرة و لا أخر مرة ، الحاج يبقى كبير النجع و دا واجب عليه .

تسمع سلوى الحوار بين أمها و أم محمد فتتأكد أن من يدور الحديث عنها هي سارة .
سلوى :  طيب هي هتيجي عندنا ليه ، ما تروح عند الشجرة على طول .
أم محمد :  شفتي حتى سلوى مش عاجبها اللي بيحصل .
أم عادل :  سيبكم من الكلام الفاضي ده و قولولي هي هتتغدى بس ولا ندبح كمان بطة و نعمل حسابها في العشا .
أم محمد :  ندبح بطة كمان إحتياطي .
سلوى :  أنا ورايا مذاكرة و مش هريش البطة دي شوفوا حد غيري ، أنا إيديا باظت من شغل البيت .
أم محمد :  و هتجوزي إزاي و لا هيجيبلك خدامة .
سلوى :  أنا مش هتجوز .
أم عادل :  ليه كده يا بنتي ربنا يرزقك بإبن الحلال اللي يريح بالك .
........................
تصل سارة للنجع و ترفض أن يوصلها سائق السيارة لبيت الحاج معوض و تصر على الذهاب للشجرة و أخبرت السائق أنها جاءت لعمل محدد و هو دراسة الشجرة و كذلك أصرت على دفع أجرة السيارة ، و عندما علم الحاج معوض بذلك و كذلك من كانوا معه أمام المسجد أعجبوا بتصرفها هذا ، فهذه المرأة جاءت 
للعمل و ليس لشيء أخر .
معوض :  و هروح للشجرة أعمل ايه ، أنا هروح الدار .
عبدالله :  مش هتروح تشوف الست دي .
معوض :  اللي عايز يروح يروح أنا في الدار لو حصل حاجة إبعتولي .

يتجمع أهل النجع بالقرب من سارة لينظروا ماذا تفعل فهي بمقاييس الجمال عندهم  فاتنة فالقوام الممتلئ و هذه البشرة الحليبية و الشعر البني الطويل و هذه العيون الخضراء المكحلة مع ملامحها الجميله و إبتسامتها الرائعة جعلتها تمتلك قلب الحاج صبري الذي فور أن رأها شعر أنها ما كان يحلم به و يتمناه ، و عندما تحدث إليها و عرف أنها تركية أعجب بها أكثر و أخذ يحدثها عن نفسه و عن أمواله و كأنه يغريها للزواج به ،
فهمت سارة أنه معجب بها و قد داعب هذا الأمر أنوثتها التي تستجدي يوسف ليشعر بها فهي مع يوسف تشعر و كأنها كومة من القمامة كلما إقترب منها يشعرها أنها مجرد مقلب للقمامة يلقي فيها فضلاته ثم يبتعد دون أن يعيرها أي إهتمام أو حتى يجاملها ببعض الكلمات .

نجع الجن تأليف سماح عياد (عريس من تل أبيب )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن