الفصل الخامس و السبعون

54 5 1
                                    

الفصل الخامس و السبعون .
نجع الجن تأليف سماح عياد  .

....................

إنطلق السائق بالسيارة في طريقه لنجع الجن .
يجلس يوسف في المقعد الخلفي للسيارة خائر القوى يتمنى حدث معجزة تمنع المواجهة القادمة بينه و بين سلوى .
يدعوا الله ألا تكون سلوى أخبرت الحاج معوض و أخوها و خالها بما وصلها من معلومات .
لا يعرف كيف سيواجه سلوى و كيف سيقنعها بالعدول عن قرارها هذا ، هو لا يدري كيف و لكنه سيحاول بأي طريقة .
هو أخطأ و عليه تحمل تبعات خطأه و لكن مستحيل أن يطلقها و يترك أولاده ، لتفعل به هي ما تشاء و لكن خيار البعد مرفوض نهائياً .

والده إبتعد و تركه بسبب خيانة أمه و الأن يعاد نفس الموقف مرة ثانية و لكنه لن يسمح لها بالبعد ، لن يسمح أن يعيش أولاده نفس المعاناة التي عاشها هو .
ستغضب منه و لكنها ستعود و سيعدها و سيوفي بوعده أن يكون مخلص لها و لن يخونها أبداً و لن يهملها و لن يبتعد عنها و عن أبنائه مرة أخرى .

( يتذكر يوسف ما حدث )

يصل يوسف لشقته الفاخرة في الأسكندرية و هو في قمة التعب و الأرهاق .
يحتاجها لتواسيه لتصبره على فقدان أمه و على مشاكل العمل ، لتكن صدر حاني يحتويه ، و لتكون اليد التي تمسح دموعه .
يبحث عنها في أرجاء المنزل و عن أولاده الذي قتله الشوق لهم و لكنه لا يجد أحد و يجد ورقة موضوعة على الفراش مكتوب فيها ( خلاص تعبت و قدرتي على الإحتمال إنتهت ، أنا بخيرك إما تطلقني أو هخلعك ، و أظن إن دا اللي إنت عايزه علشان تفضى لعلاقاتك .
اللي بينا إنتهى ، يا ريت تنسى حاجة إسمها سلوى ) .

يجلس على الفراش و يمسك الورقة و هو يشعر أن هموم العالم قد تجمعت فوق رأسه  .
من جاء إليها من أقصى الأرض ليدفن همومه في حضنها أصبحت هي أكبر همومه .
يتصل بها .
يوسف :  سلوى إنتي فين .
سلوى :  ياه بعد أربع شهور غياب و تجاهل لتليفوناتي و رسيالي جاي تسأل حضرتك على الجارية اللي منتظرة سموك تحن عليها .
يوسف :  سلوى بليز أنا محتاجك .
سلوى :  و أنا من كتر البعد و الجفا خلاص مش محتاجاك و أكيد إنت كمان مش محتاجني ، كفايه عليك الستات اللي تعرفهم .
يوسف : ستات ايه إنتي إتجننتي .
سلوى :  فيه ملف على الكمودينوا اللي فريح السرير يا ريت تشوف اللي فيه و بعد كده عايزاك  تطلقني .

تغلق الهاتف في وجهه و تبدأ في بكاء مرير  على حظها العاسر الذي أوقعها فيه و على قلبها الذي أحبه و لم يجد في المقابل سوى الخيانة و الغدر .

جلس يوسف على الفراش و هو يتعجب كيف عرفت و هو كان حريص أشد الحرص على أن تكون هذه العلاقات سرية ، و حتى لو كانت علنية كيف ستعرف و هو يفصله عنها ألاف الكيلو مترات و كذلك هو يقيم في مناطق صحراوية لا يوجد بها وسائل إتصال .
  أخذ الملف و بدأ يتصفحه .

أنهى يوسف صفحات الملف و هو لا يصدق ما به ، كيف هذا ؟ و من فعل به ذلك ؟
مستحيل ، من أرسل لها هذا المغلف من المؤكد أنه أحد الأفراد المقربين له في العمل و لكن من هو ، و لماذا ، من له مصلحة في التفريق بينه و بين زوجته ، من يكرهه إلى هذا الحد .
معلومات مفصلة و بالتواريخ و مدعومة بالصور و كأن من حصل عليها يعمل مخبر سري ، هذا عمل شخص محترف و ليس هاوي فوثائق الزواج العرفي يحتفظ بها داخل خذانة خاصة في مكتبه و الأرقام السرية للخذانة لا يعرفها أحد غيره .

نجع الجن تأليف سماح عياد (عريس من تل أبيب )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن