الفصل الحادي عشر

61 6 18
                                    

الفصل الحادي عشر 

نجع الجن  تأليف سماح عياد

، و فجأه  سمعت صوت ضرب نار  و كأن الصوت فوقني  حمدت ربنا و إديرت علشان  أرجع النجع لقيت في وشي ديب  ما بقتش عارفه أعمل ايه  و قبل الديب ما يوصلي إنضربت طلقة تانيه و لقيت الديب مرمي قدامي و سايح في دمه  ،
ساعتها محستش بنفسي و أغمي  عليا ، فقت تاني يوم لقيت نفسي نايمه  و في حضن واحد و مكلبشه فيه و من غير ما أشوفه  عرفته من ريحته  و بقيت أفتكر  اللي حصل ليلة إمبارح  كان المفروض أني استحي منه و أبعد عنه لأنه عيب و أنا  عمر ما حد حضني غير أمي  الله  يرحمها  ، لكن مش عارفة حسيت لو بعدت عنه هلاقي نفسي في الجبل تاني ، لقيت نفسي بحضنه أكتر و لو طولت إني  ادخل بين ضلوعه كنت دخلت  .
عمار :  أستغفر الله العظيم  ، يا بنتي اصحي ميصحش كده  ، وبعدان  أنا  مش عارف أتحرك  ، ابعدي شويه  ، أستغفر الله العظيم  .
عمار : إنتي سمعاني ، نجاة ردي عليا  او حتى  ارمشي  بعيونك ، طيب خلاص طالما  مش سمعاني و لافي أي  إستجابة  أنا أقوم أروح  شغلي علشان  أنا إتأخرت  ،
بصي إحنا مبعدناش  إحنا في المباني الجديدة  بتاعة عمك أبو معوض  يعني تقدري تروحي على  الدار  .
نجاة : خدني معاك  .
عمار :  أخدك فين يا بت إنتي  إتعبطي  .
نجاة  :  خدني معاك  ، ربنا  يكرمك  أنا  عمري ما أرجع هناك تاني .
عمار :  يا نجاة  الفجر أدن و كلها شويه و الناس تملى الغيطان  حيقولوا ايه لو شافوكي  حضناني  كده ، إبعدي شويه ميصحش  .
نجاة :  خدني وصلني معاك البندر و سيبني ملكش دعوه بيا .
عمار :  بندر ايه اللي أسيبك فيه إنتي  إنجناتي و لا ايه  ،  يلا قومي معايا أوصلك الدار  و أوصيهم  عليكي محدش يطلب منك حاجه النهارده و يشوفوا حد يقرى عليكي قرآن علشان الفجعة بتاعة إمبارح  .
نجاة :  مش راجعة النجع تاني و لا داخله  الدار دي تاني  .
عمار :  مالك إحكيلي حد فيهم عملك حاجه .
نجاة  :  خدني معاك  و النبي مش عايزه  اتجوز مصلحي  .
ليهب عمار واقفا و يسألها مصلحي  مين .
نجاة  :  مصلحي أخوك  .
عمار :  مين اللي قالك الكلام الفارغ ده .
نجاة :  عمتي إحسان  قالتلي  ليقاطعها عمار و يقول لها يلا معايا على  النجع و لم ينتظر منها الرد ليسحبها من يدها و يرجع بها على  النجع  .
عمار :  إسمعيني كويس يا نجاة  وإلا  بعزة جلال الله  ما هقولك هعمل ايه  فيكي  ، حتنفذي اللي هقولك عليه بالحرف الواحد ، فهماني ولا لأ  .
بصوت مرتفع ارعب نجاة  ، فردت عليه بخوف  :  حاضر هنفذه بالحرف الواحد .
لتعود نجاة  إلى  النجع و دخلت الدار دون أن يشعر أحد بغيابها  بسبب القنبلة  التي فجرها عمار بالأمس و ماذا سيقول عنهم الناس  هل جن عمار أم ليداري على  خطأ إرتكبه معها و خاصة أن الفتاه  جميلة و مهما حاولت إخفاء  جمالها فهو واضح للجميع  فما بالك بمن يعيش معها في نفس البيت ،
فلم يفكر أحد  أن ينادي عليها لتقوم بمهامها اليومية  التي تبدأ  مع أذان الفجر ، لا يريد أحد أن يراها  و يتمنى  الجميع أن تختفي من على  وجه الأرض  .
أم  عبدالله  : هنعمل ايه  يا زينب في البلوة  اللي طبت على  دماغنا  ،  إبن  زينات هيفضحنا إلهي  يجحمها  مطرح ما  راحت  .
زينب :  يا عمتي الحل قدامك و كلنا عارفينه  .
أم  عبدالله  :  إتكلمي على طول  أنا مش  فايقة للألغاز بتعتك دلوقتي ، إنطقي  .
زينب :  تجوزيها مصلحي  زي ما قلتي قبل كده  .
أم  عبدالله  :  أنا  عمري ما قلت كدة إنتي  اللي غيرانه  من البت و شيلاها فوق راسك ، لكن أنا  واحدة بخاف ربنا و مستحيل أظلم اليتيمة  .
زينب :  و مين قالك إظلميها  وهي لما تبقى  مرات إبنك دا يبقى  ظلم  دا إنتي  كده بتكرميها  بدل ماهي  خدامة  هتبقى  ست من ستات الدار و بعدان مصلحي  محبوس في أوضته  و إنتي  و إخوته  متكفلين  بيه و إنتي  يا عمتي معتش زي الأول  و لو لا قدر الله  عياتي و لا تعبتي مين هياخد باله منه .
و بعدان مصلحي  بيحبك و متعود عليكي و عمره ما اذاكي و بكره  يتعود عليها و يحبها و يبقى مسؤل منها تاخد بالها من أكله و دواه ، و البت جدعه  و بتسد في  أي  حاجه  ،  فكري يا عمتي هو أنا  لو بكرهها زي ما بتقولي هقولك خليها سلفتي و راسها براسي و لا أقولك خليها خدامة  زي ما هي  و اللي رايح واللي جاي يبهدل فيها .
يا عمتي أنا عايزه مصلحتها و مصلحتك إنتي كمان .
أم  عبدالله  :  عمك عمره ما هيرضى .
زينب :  عمي زي الغريق اللي عايز قشايه يتعلق بيها و إنتي  هتجبيله مركب مش قشايه  و إن كان على البت دي بتخاف  وتترعب من سيرة  حضرت الظابط  .
أم  عبدالله  :  خايفه  يكون فيها ظلومة  للبت اليتيمة  اللي أمها موصياني عليها قبل ما تموت .
زينب  :  إتوكلي على  الله  يا عمتي و لو فيها ظلومة  للبت عمي عمره ما هيوافق  بس إنتي  جمدي قلبك و كلميه  .
وافق الحاج أبو عبدالله  على  هذا الحل و رحب به هو و كل أولاده  تم الإتفاق  مع مأزون  الناحيه و شيخ الجامع و دعوة الجيران وأبناء  العائلة  على  موعد كتب الكتاب في الغد بعد صلاة الجمعة .
توجهت أم عبدالله  إلى نجاة التي كانت تحلب البهايم  في الزريبة  و قالت لها ،
أم  عبدالله  :  خلصتي يا نجاة  ولا لسه  .
نجاة  :  ايوه  يا ستي خلصت  ، و رايحه على  الغيط أهوه .
أم  عبدالله  :  لأ  مفيش  غيط النهارده  روحي إغسلي إيديك  و تعالي فرجيني أوضتك  .
نجاة :  أوضة ايه  يا حاجه  أنا معنديش أوض .
أم  عبدالله  :  روحي يا نجاة إغسلي  إيديك  و حصليني على  الأوضة  اللي بناها عمار .
لتنفذ  نجاة  ما أمرت به الحاجة أم عبدالله  و هي تشعر بالخوف مما هو قادم  فإن أصبحت فعلآ زوجة  لمصلحي فأيامها في الدنيا أصبحت معدودة  .
أم  عبدالله  :  حلوة أوضتك  يا نجاة  .
نجاة :  هي حلوه  بس مش أوضتي  .
أم  عبدالله  :  ليه مش حضرت الظابط  قل إنها بتعتك  ،  بمناسبة إيه  يبنيلك  الأوضة  دي بإديه و ميرضاش  حد يساعده  ، إحكيلي يا نجاة أنا  زي أمك  و خايفه  عليكي  و إنتي  بتفرشي معاه  الأوضة  عمل فيكي حاجه و لا قلك حاجه .
نجاة : حاجة  إزاي  يا حاجه .
أم  عبدالله  :  بصوت عالي  بت إنتي  إتعدلي بدل ما أفرمك تحت رجليا .
نجاة  ببكاء  :  والله يا  حاجة منا عارفه  إنتي  عايزه  ايه .
لتقوم أم عبدالله  بشد نجاة من شعرها  و تدفعها لتقع نجاة  على  الأرض  وهي تبكي من شدة الألم  .
لتصيح أم  عبدالله  :  إنطقي يا بت  ، باسك حضنك  عمل فيكي حاجة .
نجاة  بفزع و بكاء يا لهوي يا ستي إنتي  بتقولي ايه  و الله  العظيم  و رحمة  أمي  ما حصل حاجه  و لا حد لمسني .
ام عبدالله  : أنا  مصدقاكي بس الحاج و الرجالة  قالوا لازم  يغسلوا عارهم بأيديهم مفيش حاجة ببلاش و تمن الأوضة أكيد خده حضرت الظابط  .
نجاة  ببكاء : يا ستي والله  ما حصل حاجه  ، صدقيني .
أم  عبدالله  : والله يا  بنتي مصدقاكي بس أعمل ايه مع الرجاله  و أبوكي  الحاج ، هو في حل واحد لو وافقتي عليه محدش يقدر يتكلم .
نجاة بلهفة :  موافقه يا حاجه أبوس إيديك  موافقه  .
ام  عبدالله  :  حتى  لو الحل ده إنك تتجوزي  مصلحي  ولدي .
لتصمت نجاة  و هي في داخلها تصرخ من الرفض خوفا من مصلحي  ، لتسارع الحاجة  و تقول متخفيش منه و أنا  عمري ما هسيبك معاه لوحدك غير لما أطمن إنه إتعود عليكي و حبك و مستحيل يأزيكي و بصي بقى من هنا و رايح  زيك زي سلايفك في الشغل و مفيش طلوع للغيط  و الأوضة  دي من هنا و رايح أوضتك و بكره  هناخد أنا و الحاج و نشتريلك الدهب و كسوة العروسة  ، إنتي من هنا و رايح بنتي و أغلى  من نور عيني  بس تسمعي كلامي  و أهم حاجه  لما يسألك الحاج  تقوليله موافقه على مصلحي   .

نجع الجن تأليف سماح عياد (عريس من تل أبيب )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن